كشف القائد العام للشرطة الإندونيسية تيتو كارنافيان لصحيفة “تشاينا بريس” China Press ان منفّذتا جريمة اغتيال كيم جونغ نام الاخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون وقعتا ضحية لخدعة ظنتاها أنها مزحة إعلامية، لأحد برامج الواقع التلفزيونية.
وفي التفاصيل، طلب معدو حيلة “الكاميرا السرية” وهم عملاء أجانب على الاغلب من الفتاتين رش “ماء” على وجه أحدهم في مكان عام بأسرع وقت ممكن ثم الفرار، لتصوير ردة فعله، فانطوت الحيلة على الأندونيسية سيتي عيشة وشريكتها الفييتنامية Doan Thi Huong وقامتا بدورهما تماماً، من دون معرفة ان محتوى العبوات لم يكن ماء، بل أحد أشد السموم فتكاً.
هذا وأعلنت ماليزيا السبت أنها اعتقلت واحداً من 4 عملاء أجانب تبحث عنهم خططوا للاغتيال، وهو يحمل جواز سفر من كوريا الشمالية وعمره 47 سنة.
كارنافيان، القائد العام للشرطة، ذكر أيضاً أن عيشة البالغة 25 سنة، سبق لها أن قامت بالدور نفسه 3 أو 4 مرات في الماضي لقاء دولارات قليلة، ولكن على رجال آخرين، وبرشات ماء حقيقية، بدل السم.
أما شريكتها الفييتنامية Doan Thi Huong البالغة 28 سنة، فأخبرت الشرطة الماليزية حين اعتقالها الأربعاء الماضي، كما محكمة محلية مثلت أمامها في اليوم التالي بالعاصمة كوالالمبور، أنها كانت تعتقد أن ما كان يجري هو حيلة “كاميرا سرية” لإعداد شريط فيديو “يوتيوبي” أيضاً.
في تقرير China Press أيضاً، أن الإندونيسية والفييتنامية، كانتا تعملان “في الملاهي” بالصين، وفي إحدى المرات تعرفت الفييتنامية إلى “أحدهم” طلب منها تجنيد فتاة أخرى للقيام بدور معها في برنامج “كاميرا سرية” تلفزيوني “ثم قدمها إلى 4 رجال آخرين، تعتقد ماليزيا بأنهم عملاء أجانب، وتطاردهم الآن لاعتقالهم”، وفق تعبير الصحيفة التي تدل معلومات أخرى، أن قرائن كثيرة تؤكد صحة ما قاله القائد العام للشرطة الأندونيسية، منها حالة الفقر المدقع للفتاتين.
الفييتنامية نزلت قبل “الكاميرا السرية” بفندق مستواه نجمتين من الأرخص، في منطقة Sepang المجاورة لمطار كوالالمبور ثم غادرته في اليوم التالي بعد أن وجدت واحداً أرخص. وفي الفندق الثاني ذكر عامل لوكالة “رويترز” أنها قصت شعر رأسها في الغرفة بعد أن طلبت من إدارته إعارتها مقصاً، ثم غادرت الفندق باكراً صباح الاثنين إلى المطار، وعادت منه (بعد الكاميرا السرية) وعلى ملامحها “علامات الاسترخاء”، كما قال.
وهناك قرينة ثانية على فقرها وسذاجتها، فبعد يومين من “الكاميرا السرية” وقتل كيم جونغ نام، أي الأربعاء الماضي، عادت من فندق نزلت فيه واسمه Sky Star Hotel إلى المطار لتسافر منه إلى فييتنام، مرتدية الثياب نفسها التي ارتدتها عند قيامها بالحيلة التلفزيونية، أي أنها بقيت بملابسها 3 أيام تقريباً. ولما رصدوها بالثياب التي ظهرت فيها بلقطات فيديو صورتها كاميرا مراقبة بالمطار، وهي بلوزة بيضاء ممهورة بأحرف LOL وجوارب وردية، اعتقلوها بسهولة.
أما ستي عيشة فهربت من المطار بعد “الكاميرا السرية” ومضت إلى فندق ببلدة Ampang قرب كوالالمبور، فداهمته الشرطة واعتقلتها بعد وصول معلومات عن وجودها فيه، كما اعتقلوا صديقاً ماليزياً معها، هو من نقلها وشريكتها الفييتنامية من فندقيهما إلى المطار، حيث قامتا بالحيلة، وبغرفتها الفندقية عثروا على 300 دولار وهاتفين جوالين وحقيبة يد نسائية فقط.
أما صديقها محمد فريد جلال الدين، البالغ 26 سنة، فلم تضمه الشرطة إلى لائحة المشتبه بهم في الاغتيال “بل اعتبرته بريئاً”. ويبدو أنه لم يكن عالماً بمخطط الاغتيال، بل نقلهما إلى المطار لاعتقاده بأنهما كانتا ستسافران إلى بلد آخر، أو لعلمه المسبق بإعداد حيلة “الكاميرا السرية” فيه، وكله سيكشف عنه التحقيق قريباً بالتأكيد.