Site icon IMLebanon

الجيش: اتفاق القاهرة ولّى

 

 

كتب عماد مرمل في صحيفة “الديار”:

يبقى الوضع الامني في مخيم «عين الحلوة» تحت المجهر، وفوق الصفيح الساخن، بفعل عدم انتظام ايقاعه حتى الآن، واستمرار افتقاره الى المناعة التي من شأنها ان تحميه من المخاطر المحتملة.

وأتت استقالة القيادي «الفتحاوي» اللواء منير المقدح من قيادة قائد القوة الامنية المشتركة، لتؤشر الى الخلل المتفاقم في الواقع الميداني للمخيم، وتحول «القوة الامنية» من حل مفترض الى ازمة إضافية، نتيجة عجزها المتراكم والناتج من اعتماد قاعدة الاجماع في اتخاذ القرار، بحيث اصبح أصغر فصيل فلسطيني يملك الكلمة – الفصل!

ومع تمسك الدولة بضرورة ان تتحمل الفصائل مسؤوليتها، لجهة منع ايواء الارهابيين في «عين الحلوة»، وتسليم المطلوبين، والحيلولة دون استخدام المخيم لتهديد الامن اللبناني، عُلم انه يجري التحضير لاجتماع قريب في السفارة الفلسطينية في بيروت، من المفترض ان تحضره القوى الفلسطينية، الوطنية والاسلامية، لمناقشة وضع المخيمات، خصوصا في «عين الحلوة»، وحسم خيارات الواجب اتباعها في التعامل مع التحديات المطروحة.

وحتى ذلك الحين، أبلغت مصادر عسكرية بارزة «الديار» ان ورقة «المنظومة الامنية» التي رفعتها الفصائل الفلسطينية الى قيادة الجيش، (كبديل محتمل عن خيار السور) ليست عملية، وهي مرفوضة جملة وتفصيلا، بدءا من اسمها غير المقبول، وصولا الى مضمونها غير الواقعي.

وتؤكد المصادر ان زمن «اتفاق القاهرة» ولّى، مستغربة ما تضمنته الورقة من اقتراح بتسيير دوريات مشتركة، برغم معرفة المعنيين ان الجيش ليس موجودا في داخل مخيم عين الحلوة، وان الفصائل لا يمكن ان تكون شريكا له في خارج المخيم.

كما تستهجن المصادر العسكرية خلو الورقة المطروحة من اي آلية تنفيذية وعملية لتسليم المطلوبين الى الدولة اللبنانية وتقييد تحركهم، ولضبط عمليات التهريب والتسلل من والى المخيم.

وتعتبر المصادر ان استقالة المقدح من قيادة القوة الامنية المشتركة تندرج في اطار الهروب الى الامام والتهرب من تبعات الاخفاق على اكثر من مستوى.

ـ المقدح: هذه قصة استقالتي ـ

في المقابل، يقول اللواء منير المقدح لـ«الديار» ان استقالته من رئاسة القوة الامنية المشتركة في المخيمات اصبحت بتصرف حركة «فتح» والقيادة الفلسطينية، موضحا انه كان مضطراً الى تقديمها بعدما وصل عمل هذه القوة الى طريق مسدودة.

ويشير الى انه من غير الطبيعي ان يكون اي تحرك لهذه القوة بحاجة الى موافقة 16 فصيلا تتكون منها اللجنة الامنية العليا، لافتا الانتباه الى انه يكفي ان يعترض فصيل واحد على مهمة معينة، حتى يتعطل دور القوة وتفقد فعاليتها، في حين ان الامساك بالوضع الامني في داخل المخيم وضبطه بطريقة حازمة يتطلبان سرعة في المبادرة.

ويوضح انه شخصيا كان يعارض ان يتم في هذا التوقيت بالذات، وضع ورقة «المنظومة الامنية» من قبل الفصائل ثم تسليمها الى الجيش اللبناني، لان هذه الورقة ستسبب الحرج لنا لاحقا، لعدم القدرة على الايفاء بالتعهدات والالتزامات الواردة فيها تحت وطأة الواقع الحالي، بفعل افتقار القوة الامنية الى الفعالية المطلوبة، و«بالتالي فقد كان من الافضل ان نرتب وضعنا الداخلي قبل الخوض في اي امر آخر».

ويؤكد ان العلاقة مع الجيش جيدة، من دون ان ينفي ذلك امكان وقوع سوء تفاهم احيانا، مشيرا الى ان الخلاف يحصل بين الاخوة  في بعض الاوقات، لكنه يكون عابرا. ويضيف: نحن والمؤسسة العسكرية في خندق واحد وهناك خيار استراتيجي يجمعنا بها، وبالتالي ليس مقبولا ان يتمادى احد من داخل مخيم «عين الحلوة» ضد الجيش الذي نعتبره ضمانة لأمن المخيمات، وقد سبق لنا ان منعنا محاولات لتنظيم مظاهرات في اتجاه مراكز او حواجز عسكرية.

ويشيد بمواقف قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي يؤكد باستمرار وقوفه الى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال الاسرائيلي وحق لاجئيه في العودة الى وطنهم.

كما يشيد المقدح بالكلام الذي ادلى به الرئيس ميشال عون من على منبر الجامعة العربية، وفي مناسبات آخرى، قائلا: ان كل فلسطيني يفخر بما يسمعه من رئيس الجمهورية اللبنانية حيال القدس والقضية الفلسطينية، و«اننا نأمل في ان يتم تثبيت الحقوق والواجبات بشكل نهائي مع زيارة الرئيس محمود عباس القريبة الى لبنان».

ويقر المقدح بأن بعض المشبوهين من جنسيات غريبة تسربوا الى المخيم في السابق، لكنهم ما لبثوا ان خرجوا كما دخلوا، «بعدما استخدمنا وسائل الترغيب والترهيب»، مشددا على انه ليس مسموحا لأي شخص او مجموعة بتحويل «عين الحلوة» الى قاعدة انطلاق لتهديد الداخل اللبناني بأعمال ارهابية، «ونحن نبذل قصارى في هذا الاتجاه».

وحول اصرار الجيش على تسليم عدد من المطلوبين المتوارين في داخل المخيم، يرى المقدح ان الجيش الذي تمكن في الماضي من تفكيك ألغام عديدة، من دون ان تنفجر، يستطيع الآن ان يفعل الشيء ذاته، وبالشكل الذي يراعي المصلحتين اللبنانية والفلسطينية.

ويعتبر ان مخيم «عين الحلوة» لا يمكن ان يكون حاضنا لجماعات متطرفة وتكفيرية، ونحن لن نقبل تحويله الى «نهر بارد آخر»، حتى لو استلزم الامر استعمال القوة، مشيرا الى «ان شعبنا لا يتقبل الطروحات الغريبة عنه، بل هو من يرشدنا أحيانا الى اشخاص مشبوهين».

ويشدد المقدح على ان «فتح» لا تزال الرقم الصعب في «عين الحلوة»، وليس صحيحا ان المجموعات الاصولية اصبحت اقوى منها وأوسع نفوذا. ويتابع: أنا أقيم في وسط المخيم، ونحن لا نزال نمسك بزمام المبادرة ووضعنا ممتاز.

وينفي ان يكون ابنه قد أسر في سوريا ثم أفرج عنه، مشددا على ان «ابني لم يدخل اصلا الى سوريا».