Site icon IMLebanon

تحقيق IMLebanon: تخفيض فائدة الإسكان… فرصة قد لا تتكرر مجدداً

 

 

مع بداية العام 2017 تبلغ اللبنانيون خبرا ايجابيا مفاده أن مصرف الإسكان قام بتخفيض الفائدة على قروض السكن من 5% الى 3%، هذه الخطوة الفريدة من نوعها فتحت الباب امام الشباب اللبناني للتملك في أرضه وشراء منزل من اجل تأسيس عائلة.

إلا أن هذه الفرصة قد لا تتكرر مجددا وعلى اللبنانيين الاستفادة منها واستغنام الفرصة لشراء منزل قبل فوات الأوان خصوصا أن أسعار العقارات لا تزال مقبولة نوعا ما ولكن حسب النوعية والمنطقة.

العقل المدبر لتلك الخطوة الفريدة يقف وراءها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي بفضله قام مصرف الإسكان بتخفيض الفائدة إيمانا منه بأن صناعة الأبنية تدخل في تقييم الناتج المحلي، بالإضافة الى فتح الباب أمام الشباب لشراء مسكن لائق.

ولكن ما هي الخطوات التي أدت الى هذا التخفيض؟ وما هي أهميّته؟ وهل سيستمر حتى سنوات مقبلة؟

قيمة القرض تصل الى 800 مليون ليرة لبنانية

رئيس مجلس إدارة مصرف الإسكان جوزيف ساسين يشرح لـIMlebanon أن “المصرف يمول 4 أنواع من القروض، الأول هو لشراء شقفة منجزة ومفرزة وفيها سند ملكية، الثاني هو لشراء شقة في مبنى قيد الانجاز، والثالث لبناء شقة على ارض يملكها صاحب الطلب، أما الرابع فهو لترميم شقة يملكها صحابها، والقيمة القصوى للقروض هي 800 مليون ليرة لبنانية أي ما يعادل 530 ألف دولار، والمدة القصوى للتسديد هي 30 عاما ولكن المواطن غير مجبر بكل تلك المدة ففي حال تطور مهنيا وازداد مدخوله بإمكانه ان يسدد القيمة متى يشاء”.

استمرار تدني الفائدة مرتبط بسياسة مصرف لبنان

وعن تخفيض الفائدة، يوضح ساسين أنها “كانت بقيمة 5% وقمنا بتخفيضها مع بداية العام 2017 الى 3% وهذه فرصة فريدة من نوعها للمواطنين ربما لن تتكرر، وبالتأكيد معمول بها لنهاية هذا العام لان هناك تعميم من قبل مصرف لبنان بهذا الخصوص، وبالمطلق معدل فائدة الاقراض يحتسب وفق كلفة الموارد زائد الكلفة التشغيلية زائد هامش تغطية المخاطر وهامش المردود والربح، وحاليا كلفة الموارد التي أمنها مصرف لبنان سمحت لنا بتخفيض الفائدة لـ3% ولكن في حال ارتفعت مستقبلا كلفة الموارد فالبتأكيد سيعود ويرتفع معدل الفائدة”.

وعن إمكان خفض الفائدة مجددا العام المقبل، يؤكد ساسين أن “العملية متوقفة على سياسة مصرف لبنان وعلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي كان له الفضل الاكبر بتخفيض الفائدة، واليوم اذا استمر مصرف لبنان بسياسته الاجتماعية الحالية فبالتأكيد ستبقى الفائدة بحدود 3% العام المقبل وكل شيء متوقف على تأمين السيولة لمصرف الاسكان بالكلفة المتدنية الحالية”.

فرصة فريدة قد لا تتأمن مجددا… وتدفق كبير في الطلبات

“أنا بكل ضمير أقول ان هذه فرصة فريدة لم تتأمن يوما ولن تتأمن مستقبلا للشباب اللبناني ليستفيدوا ويتملكوا في بلدههم عدا عن ان أسعار العقارات لم تتحرك صعودا بعد ولا تزال تعاني من الركود الذي واجهته طوال أربع سنوات، لذلك اليوم هو الوقت المناسب لكي يشتري المواطن شقة”، يشدد ساسين.

ويضيف: “نحن المصرف الوحيد الذي يتوجه الى اللبنانيين العاملين خارج لبنان أكانوا في الخليج او أوروبا او كندا او استراليا او اميركا، ليتملكوا في بلدهم الأم إيمانا منا ان الملك هو الرابط الأساسي بين الانسان والأرض”.

وعما إذا كانت الطلبات إزدادت في الشهر الأخير، يكشف عن أن “الطلبات تدفقت بشكل كبير من اللبانيين المغتربين والقاطنين في لبنان، وإذا أردنا القيام بمقارنة بين شهري كانون الثاني وشباط من العام 2016 والعام 2017 فنرى أن طلبات القروض ارتفعت بشكل خيالي وبمعدل 10 الى 12 أضعاف”.

القروض موجهة لكافة اللبنانيين والمغتربين… وهذه بعض الشروط

“قروض مصرف الاسكان موجهة الى الموظفين أكانوا في القطاع العام او الخاص ولأصحاب المهن الحرة اكانوا مهندسين او محامين او أطباء وغيرها من المهن بالإضافة الى اصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ولكي يحصل المواطن على قرض فعلى دخله الشهري ألا يكون أقل من مليوني و250 ألف ليرة لبنانية أي ما يعادل 1500  دولار أميركي كحد أدنى، ولكن هناك إمكانية ليشترك زوج وزوجة او خطيب وخطيبة او أشقاء مع بعضهم ليكبر الدخل ليحصلوا على أكبر قيمة ممكنة، والدفعة الأولى اجبارية لان قيمة القرض لا يمكن أن تتعدى نسبة 80% من ثمن المنزل والأمر الذي يفرض على صاحب الطلب بتمويل ذاتي بحدود 20% للعاملين في لبنان وبحدود 30% للعاملين خارج لبنان”، يشرح ساسين.

ويشدد ساسين على أن “مصرف لبنان يؤمن تلك الموارد إيمانا منه ان صناعة الأبنية تدخل في تقييم الناتج المحلي وبالتالي احتساب معدل النمو، وذلك لان قطاع البناء هو القاطر لعدة صناعات وطنية وانشطة تجارية ويؤمن فرص عمل للعدد كبير من المواطنين والاختصاصات الهندسية واليد العاملة، بالإضافة الى أن قطاع البناء هو مصدر ضرائبي للبلديات والدولة، ومصرف لبنان هدفه تحريك الدورة الاقتصادية في البلاد وإقناع الشباب على التملك في بلادهم لأن  المسكن هو الحافز الاساسي للشباب للزواج وتكوين عائلة والرابط الاهم بين الانسان والارض والانتماء للوطن”.