تتوجّه العيون الاقليمية نحو السعودية حيث يسجَّل لقاء لافت هو الاول من نوعه بعد موجة من التصعيد المتبادل، سيجمع مسؤولين في المملكة الى وفد ايراني يزور الرياض ملبيا دعوة وجهتها السعودية للجمهورية الاسلامية، على ان تخصص مشاوراته للبحث في شروط مشاركة الإيرانيين في موسم الحج هذا العام.
واذا كانت رحى المباحثات ستدور تحت العنوان المذكور، فان الزيارة المنتظرة، وفق ما تقول مصادر ديبلوماسية لـ”المركزية” تتخذ طابعا سياسيا بامتياز لا يمكن تجاهله.
فهي تأتي فيما طهران تسعى لترتيب علاقاتها مع الدول العربية عموما والخليجية خصوصا ولا سيما منها السعودية. وقد استبق الرئيس الايراني حسن روحاني زيارة الوفد الى المملكة، بجولة قام بها على سلطنة عُمان والكويت الاسبوع الماضي، حيث طمأن الى أن “سياستنا مبنية على حسن الجوار”، مؤكدا ان “أمن الخليج له أهمية خاصة”. أما وزير خارجيته محمد جواد ظريف فمدّ يده مجددا الى الخليجيين من ميونيخ منذ أيام أيضا، مجددا دعوة كان وجهها منذ أسابيع الى المملكة للتعاون لحلحلة أكثر من أزمة شائكة في المنطقة.
غير ان جهود “الجمهورية الاسلامية” لفتح صفحة جديدة مع جيرانها، وهي حاجة ايرانية في ظل التشدد الاميركي المستجد حيال طهران، حسب المصادر، لا يبدو ستحقق هدفها المرجو، بسهولة. فالمملكة لا تزال تبدي تصلبا ظهر واضحا على لسان وزير الخارجية السعودية عادل الجبير من ميونيخ أيضا حيث لم يتردد في القول ان “إيران أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم”، معتبرا ان “التحدي في الشرق الأوسط مصدره إيران، وجزء من تشريعها هو تصدير الثورة، وهي لا تؤمن بمفهوم المواطنة، وتريد من الشيعة في جميع أنحاء العالم أن يكونوا تابعين لها وليس لدولهم”، لافتا الى أن “الإيرانيين يتدخلون في شؤون بلدان كثيرة ولا يحترمون القانون الدولي ويقومون بمهاجمة السفارات ويزرعون الخلايا الإرهابية النائمة في دول عدة”.
وفي السياق، تؤكد المصادر ان الرياض ليست في وارد التجاوب مع مساعي طهران لردم الهوة بين الطرفين الا بعد ان تظهر حسن نية يُترجم عبر خطوات عملية على الارض، مشيرة الى ان هذه الخطوات تتمثل بسحب مقاتلي “الحرس الثوري” و”حزب الله” و”الحشد الشعبي” والميليشيات الشيعية الاخرى من الميادين التي يقاتلون فيها اليوم ولا سيما منها سوريا واليمن، على ان تشكل هذه البادرة محطة أولى على طريق تصحيح العلاقات السعودية – الايرانية التي قد توصل في نهاية المطاف، الى اعادة التبادل الدلبوماسي بينهما.