لليوم الثاني على التوالي واصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقاءاته، مع الشخصيات السياسية، واستقبل، في مقر إقامته في “الهيلتون” – “حبتور”، الرئيسين أمين الجميل وميشال سليمان، النائبة بهية الحريري، التي غادرت من دون الادلاء بأي تصريح، رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان.
وصرح الرئيس الجميل على الأثر: “كان اللقاء أخويا بكل معنى الكلمة. فالرئيس عباس هو من أهل البيت ومن أعز الأخوة وكانت مناسبة الإجتماع به كي نؤكد الروابط الأخوية العميقة التي تربطنا به”.
وأضاف: “لا شك في أن تضحياته وجهوده وحكمته ودرايته وسعة نظره حول القضية الفلسطينية تعزز موقع هذه القضية في المحافل الدولية ونحن نشعر أن هناك تحسنا وتقدما في فهم الرأي العام الدولي للقضية الفلسطينية. نحن نشاهد في العالم، بالأمس في أستراليا وقبل ذلك في أوروبا، هذا الدعم الشعبي المحلي للقضية الفلسطينية، فقد بدأت الناس في الخارج تشعر بأن هناك ظلما في حق شعب، وهناك عدم تقدير لجهود دولة، ولذلك تداولنا كل هذا الوضع وكل ما يمكن ان نقوم به لدعم هذه المسيرة والقضية الفلسطينية هي قضية لبنانية بإمتياز، وكلنا صف واحد لتحقيق أمانينا جميعا”.
كذلك التقى عباس الرئيس لسابق ميشال سليمان الذي قال: “كان لي دور بارز في دعم القضية الفلسطينية وكنت من اشد المناصرين لعضوية فلسطين في الامم المتحدة. واذكر الاجتماعات التي حصلت على هامش الجمعية العمومية واجتمعنا مع الرئيس الفلسطيني والرؤساء العرب، ولكن اليوم هناك قلق عارم عند الجميع حول فلسطين وموقف ترامب، واعتقد انه نهائي، حول نقل السفارة الاميركية الى تل ابيب وحل الدولتين وغض النظر عن الاستيطان. هذه امور كلها مقلقة، واعتقد ان هناك تغييرا في السياسة، ولكن العودة الى الماضي خطرة اذا تجددت لأننا نعلم ان العالم اليوم واقع بين قضيتين: الارهاب والانعزال، ففي مقابل الارهاب والتعصب هناك انعزال، واكبر مثال على ذلك الدولة اليهودية من دون ان اذكر بريطانيا وكل ما يحصل في دول العالم من نزعات ضد العولمة والانفتاح”.
وتابع “في هذا الاطار، علينا مضاعفة التنسيق عبر الجامعة العربية ولبنان وفلسطين. ولبنانيا لنا دور مهم جدا وقلق حول ما يرسم لسوريا فاذا تم تقسيم سوريا، لا سمح الله، او ما يحكى عن فيديرالية طوائف. فهذا امر خطير ويصبح لبنان بين دولة يهودية عدوة ودولة صديقة ولكن ذات لون طائفي واحد، عندئذ تعدل تركيبة لبنان وكذلك تركيبة فلسطين وتشجع القيادة الاسرائيلية على رفض الحلول”.
وختم: “جددنا الاتصال بالرئيس الفلسطيني، علما انه لم ينقطع وكنت سعيدا جدا عندما اعترف الفاتيكان بدولة فلسطين. والمهم ان يستمر النهج الذي سار به حول الفلسطينيين في لبنان في عدم جعلهم مصدر اضطراب او قلق للبنان، وعلى لبنان ان يحل خلافاته الداخلية من اجل مواجهة الامور التي تؤذينا وتؤذي فلسطين”.