IMLebanon

لماذا استخدم الجيش الإلكتروني الروسي اسم “داعش” بعملياته؟

 

 

 

دخلت روسيا على ما يبدو في حرب إلكترونية مع الدول الغربية، وهي الحرب التي ظهرت ملامحها خلال الانتخابات الأميركية الأخيرة والمزاعم عن عملية قرصنة نفذتها روسيا للتأثير في تلك الانتخابات، لكن جريدة “فايننشال تايمز” كشفت لأول مرة عما هو أكبر من عملية قرصنة أو اختراق، لتؤكد وجود “جيش إلكتروني روسي” يشن الهجمات على الإنترنت.

وبحسب الصحيفة البريطانية فإن الجيش الالكتروني الروسي يعمل على تنفيذ هجمات كبيرة تستهدف الغرب على الإنترنت، ومن بينها عملية قرصنة تعرض لها التلفزيون الفرنسي في التاسع من نيسان 2015، حيث تم استهداف الخوادم الخاصة بالمحطة التلفزيونية، ومن ثم اختراق الموقع الالكتروني والكتابة عليه (الخلافة الاسلامية)، وكانت تسود التوقعات حينها بأن تنظيم داعش هو الذي يقف وراء ذلك الهجوم الالكتروني.

وتكشف “فايننشال تايمز” في التقرير أن أجهزة الأمن والاستخبارات الفرنسية فاجأت المحطة التلفزيونية بعد شهرين من التحقيقات بالقول أن “داعش لم يكن وراء الهجوم أبداً وإنما يتوقع أن تكون مجموعة تدعى (APT 28) هي المسؤولة عن الهجوم وهي مجموعة روسية تقوم بهجمات على الانترنت”.

وبعد عام، وتحديداً في ربيع 2016 خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية قامت المجموعة نفسها باختراق نظام اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي ونشروا آلاف الملفات بهدف إسقاط هيلاري كلينتون والتشكيك في نزاهة النظام الديمقراطي الأميركي. وهو الهجوم الذي هز كل المجتمع الأمني الغربي، لكنه لم يكن مفاجئاً بالنسبة لمن كانوا على علم بالهجوم الذي استهدف المحطة التلفزيونية الفرنسية.

وتحدثت “فايننشال تايمز” مع أكثر من 10 مختصين لديهم معرفة جيدة بأنشطة مجموعة (APT 28)، بما في ذلك ضباط مخابرات كبار ومسؤولين عسكريين، حيث نقلت عنهم قولهم إنهم يعتقدون بأن ذراع المخابرات العسكرية المتنامي في روسيا هو من يقف خلف مجموعة (APT 28).

وكانت الهجمات الإلكترونية ضد “الناتو” بنسبة 60% العام الماضي، وارتفعت نسبة الهجمات ضد مؤسسات الاتحاد الأوروبي بنسبة 20% بحسب ما قال مسؤول أمني كبير المفوضية الأوروبية.

وينقل تقرير “فايننشال تايمز” عن محلل كبير قوله إن المجموعة الالكترونية (APT 28) نجحت في اختراق حواسيب الأحزاب السياسية في كل من فرنسا وألمانيا واللتين على موعد مع انتخابات هذا العام، كما أنه منذ اختراق أجهزة اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي الأميركي، فقد تم اختراق العديد من المنظمات غير الحكومية وبالذات المنظمات التي تقدم المساعدات الإنسانية وتم سرقة معلومات الإصابة، بحسب مسؤول أمني غربي كبير.

ويقول مؤسس معهد الكفاءة السياسية كريس دونلي أن “بوتين وفريقه هم ورثة روسيا القيصرية.. وفهم يقوم على أن هناك صراع دائم مع الغرب تلعب فيه المعلومات دورا مهما. التأثير والتخريب وكل ما يسمونه إجراءات أو خدع قذرة وأي شيء لا يصل إلى حد الحرب المعلنة هو متاح للممارسة”.

وتنتهي الصحيفة البريطانية إلى القول إن التحليلات للاختراقات الكبيرة تشير الى أن مجموعة (APT 28) كانت فاعلة على مدى عقد على الأقل واخترقت معظم المنظمات العسكرية والدبلوماسية الحساسة في الغرب.

ولم تعترف روسيا بوجود جيش إلكتروني إلا يوم الأربعاء 22 شباط على لسان وزير الدفاع سريغي شويغو حيث قال لمجلس النواب إن روسيا تنفق حوالي 300 مليون دولار في العام على جيش الكتروني يتكون من حوالي 1000 شخص.