كتب جهاد نافه في صحيفة “الديار”:
لم يعد الشمال اللبناني حكرا على تيار سياسي واحد، خاصة في البيئة التي احتضنت تيار المستقبل طيلة السنوات العشر الماضية، فازمة التيار الازرق المزدوجة داخل صفوفه التي خرج منها وعنها رموز سياسية، وخارج صفوفه مع بيئته التي احبطها فانفض عنه الكثير من انصاره.
ولا يختلف اثنان ان المشهد السياسي الشمالي طرأت عليه تعديلات ومتغيرات سواء في طرابلس او في عكار او في الضنية والمنية وبات الشمال ساحة تيارات سياسية تتنافس وتتسابق في خطب ود الشارع حتى بات التيار الازرق الاضعف بين هذه القوى والتيارات الناشطة والتي تمددت فوق مساحات واسعة من الشمال.
يشير احد الكوادر السابقين في تيار المستقبل الى ان حالات تمرد تتواصل في صفوف التيار الى الآن وكلما اقترب موعد الاستحقاق الانتخابي النيابي وهناك مؤشرات الى ان ازمة المستقبل مستمرة ويصعب ايجاد حل لها وسط صعود شخصيات سياسية تتقدم على التيار وتتخذ لنفسها حيزا في الحياة السياسية الشمالية وفي الوقت نفسه “تأكل من صحن “المستقبل الذي يفقد حجما لا يستهان به من تمثيله في طرابلس ومناطق الشمال الاخرى، لمصلحة تقدم اللواء اشرف ريفي اكثر المستفيدين من انكفاء التيار والذي يكون تياره من “المستقبليين” السابقين المحبطين مما اعتبروه سياسة انهزامية للرئيس الحريري.
ويكشف مصدر مطلع ان لقاءات تحصل خلف الكواليس يترأسها الرئيس فؤاد السنيورة مع نواب وشخصيات متمردة على الرئيس الحريري ممن رفضوا مجاراته في سياساته الاخيرة منذ انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية ويلقى حراك السنيورة اقبالا من عدة شخصيات لا سيما في مرحلة الجدال الدائر حول شكل قانون الانتخابات وعشية الاستحقاق الانتخابي.
يتساءل المصدر عما اذا كان حراك السنيورة يهدف الى قيام حلف سياسي يواجه الرئيس الحريري ويعمل على انتزاع راية التيار الازرق منه حيث نقلت بعض المصادر عن السنيورة رأيه حول ما يسميه اخفاقات الرئيس الحريري السياسية بضرورة المبادرة الى اطلاق حركة تصحيحية قبل أن أن ينفض من بقي في التيار والتسرب نحو تيارات اخرى منافسة ومعارضة بحثا عن مواقع لها في الحياة السياسية اللبنانية.
لكن ـ حسب المصدر ـ ان علامات استفهام تطرح في الاوساط السياسية الشمالية حول تمدد الرئيس السنيورة نحو الشمال من خلال نائب الضنية احمد فتفت من جهة، ونائب عكار خالد ضاهر من جهة ثانية، اضافة الى علاقة الود التي تربط بينه وبين اللواء ريفي، وأن مقاربة سياسية للمشهد السياسي تخيم على هذه العلاقات بين الاركان الاربعة تصل الى حد التناغم والانسجام والتوافق على كثير من العناوين وحتى التفاصيل الصغيرة وقد وصل الامر بان يمثل فتفت الرئيس السنيورة في عزاء بشري.
ويرجع المصدر قيام هذا التحالف الى عدة اسباب ابرزها:
اولا: القواسم المشتركة بين الرئيس السنيورة واللواء ريفي وضاهر وفتفت خاصة في ما يعتبرونه تنازلات يقدمها الحريري منذ مدة على حساب “ثوابت” ومرتكزات 14 آذار.
ثانيا: رضى سعودي عن مواقف السنيورة وريفي وضاهر وفتفت خاصة المتعلقة بما يسمونه “هيمنة المشروع الفارسي الايراني” على لبنان وخضوع الحريري لهذا المشروع حسب رأيهم.
ثالثا: كسر آحادية التمثيل في الشارع السني عامة وخاصة في طرابلس حيث استقطب ريفي الشارع الشعبي بخطاب قارب عواطف الناس واحلامهم وطموحاتهم في التغيير الذي يقوده ريفي في المدينة والشمال.
رابعا: تطلع كلا من الاركان الاربعة الى التمدد نحو دوائر انتخابية من الشمال الى البقاع واقليم الخروب وصولا الى بيروت وصيدا.
ولعل ما صدر عن النائب خالد ضاهر مؤخرا من ان الجرة انكسرت بينه وبين الحريري وانه سيتحالف ويدعم لوائح في عكار وطرابلس والمنية والضنية والبقاعين الغربي والاوسط وبيروت يتوافق فيه مع اللواء ريفي الذي يستقبل وفودا اسبوعيا من البقاعين الغربي والاوسط وعكار والضنية والمنية واقليم الخروب وبيروت، عدا عن اكثر من اشارة اطلقها ضاهر نحو ريفي معربا عن استعداده للتحالف معه، ومثله فتفت الذي يحرص في كل مناسبة تخص ريفي أن يكون الى جانبه،هذا عدا عن اللقاء الذي جمع الموفد السعودي السبهان في مكتب ريفي ببيروت بمشاركة الرئيس السنيورة.