IMLebanon

دعوة الى طاولة حوار زحلية

كتب أحمد كموني في صحيفة “المستقبل”:

رأت أوساط سياسية زحلية في تنامي حركة الاتصالات بشأن موقع المدينة من أي قانون انتخاب جديد دليل عافية يؤكد حجم عاصمة الكثلكة وتأثيرها في الحياة السياسية اللبنانية فضلاً عن ميزاتها الكثيرة التي تتجاوز جغرافياً البقاع وحتى لبنان.

وذكرت بدور قادتها التاريخيين من سياسيين وحقوقيين وروحيين وفاعليات وجمهور على السواء إبان العديد من المحطات المماثلة أو المفصلية منذ بدايات القرن الماضي حتى اليوم، ما يعني حتماً أن حيثيتها المستمدة من ريادتها الوطنية منذ ما قبل الاستقلال هي حيثية غير مستجدة، وتالياً من غير المقبول التعامل معها في الاستحقاق الآتي من زاوية مصادرة قرارها واستطراداً سلخها عن تاريخيتها المستمدة من فاعلية محققة.

ووجدت في المتغيرات التي حكمت الخارطة السياسية الزحلية منذ عقد من الزمن، متغيرات يجب استثمارها في تعزيز الدور الزحلي، بقاعياً ووطنياً، بعيداً من الحسابات الحزبية الخالصة، رغم جواز طموحات كل فريق وخصوصاً الأحزاب المسيحية الأساسية في المدينة، وهي طموحات وإن اكتسبت شرعيتها من ديموقراطية العمل السياسي في لبنان، لكنها غير قادرة على ممارسة الشطب والإلغاء بحق الآخرين وبالتحديد “الكتلة الشعبية”، لما تمثله الأخيرة من حضور سياسي واقتصادي وشعبي مستمد من تاريخ قديم وحديث طبع المدينة بطابع خاص وما زال.

وعليه، تعتبر الأوساط تعامل بعض القوى السياسية والروحية في المدينة مع ثوابت زحلية تاريخية لها حيثيتها وتأثيرها وكأنها غير موجوده حيناً، أو متواضعة الحضور أحياناً، أسلوباً يتنافى وطموحات الزحليين أولاً، ولا يعكس حقيقة الواقع وتوزّع القوى وحجمها ثانياً، وفيه كثير من الافتراء والتجني ثالثاً، وربما لا بل من المؤكد أنه سيدفع الأمور نحو مزيد من التصدع في البيت الزحلي وهو أمر لا تستأهله المدينة.

وتنصح الأوساط السياسية مكونات المدينة، من قوى سياسية حزبية وأهلية وروحية، بغض النظر عن اختلاف برامجها السياسية ببعديها العام والداخلي، بعقد طاولة حوار زحلية يُشارك فيها الجميع من دون استثناء، للبحث في ما يناسب ويحفظ مكانة زحلة في خضم النقاش الدائر حول اقتراحات متعددة بشأن قانون الانتخابات، كخطوة متقدمة للخروج بورقة “زحلية موحدة” تُرفع الى المراجع السياسية والبرلمانية والإدارية العاملة على انتاج قانون الانتخاب، لأن في وحدة الموقف الزحلي ما يعزز المسار العام نحو قانون عادل ينصف جميع مكونات البلد، فضلاً عن إسهام أي حوار بناء في تحصين الواقع الأهلي للمدينة.

وتلفت الى أن الوقت يتسع لمثل هذا الحوار، فالعقبات الموجودة حالياً أو تلك التي حفلت بها الساحة الزحلية مؤخراً، يمكن تذليلها إذا ما صفت النيات، وفي الغالب هي صافية إذا ما أحسن أصحاب المبادرات الإيجابية اختيار الخطوة الأولى في هذا المسار.