IMLebanon

نار عين الحلوة تهدّد الجوار!

 

أشارت مصادر أمنية لبنانية لصحيفة “الجمهورية” الى ان الوضع المستجد في مخيم عين الحلوة يلقي على الدولة اللبنانية مسؤولية متجددة حيال هذه النار التي اشتعلت بفعل فاعل فجأة، وقد لا تكون حدودها محصورة ضمن نطاق المخيم بل قد تهدد الجوار وما بعد الجوار، عازية انحدار الوضع في المخيم الى هذا الدرك الى تراخي الفصائل الفلسطينية الدائم في مقاربة الخطر المحدق بالمخيم من خلال وجود العناصر المؤثرة فيه والتي تشكل خطراً جسيماً عليه وعلى جواره، ولم تنفع النداءات الى تلك الفصائل في حملها على المبادرة الى نزع هذا الفتيل.

وقالت: “ما حصل في الأمس أشعل النار وفتح صفحة جديدة من التوتر ليس معلوماً كيف سيتم إغلاقها بين”فتح” من جهة والاسلاميين المتشددين على اختلافهم من جهة ثانية وتتقدمهم مجموعة بلال بدر، مع الملاحظة انّ “عصبة الانصار” لم تكن طرفاً في هذه الاشتباكات”.

من افتعل اشتعال المخيم؟ تجيب المصادر الأمنية نفسها: “حتى الآن لم يتوافر لدى المراجع السياسية والعسكرية اللبنانية ايّ صورة عن هوية الجهة المبادرة، لكن هناك احتمالين أحدهما ضعيف وهو ان تكون “فتح” هي التي بادرت الى ذلك عقب مغادرة “ابو مازن”، في محاولة للتأكيد للمجموعات المتشددة انّ يدها هي الطولى في المخيم، لكنّ ضعف هذا الاحتمال مَردّه الى عدم قدرة “فتح” على الحسم وحدها اذا قررت ذلك، علماً انّ التقديرات تقول إنها تضمّ نحو 950 عنصراً، وتحتاج بالتالي الى رفد من “عصبة الأنصار”.

امّا الاحتمال الثاني، وهو الأكثر رجحاناً، أن تكون المجموعات المتشددة قد ارتابت من زيارة “ابو مازن” وأهدافها، فسارعَت، قبل ان تُقلِع طائرته في طريق العودة، الى توجيه رسالة بالنار سريعة له ولمَن يمثّل في المخيم بأنّ “سلاحنا معنا لا أحد يفاوض عليه او يستطيع نزعه، نحن موجودون ولن يستطيع احد أن يلغي وجودنا”.

ولاحظت مصادر فلسطينية مطلعة لصحيفة “المستقبل” أنّ عوامل ومعطيات عدة تتقاطع في خلفيات الأحداث الحالية، منها: تزامنها في اليوم الأخير لزيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للبنان وما رافقها من مواقف فلسطينية تتصل بوضع اللاجئين في لبنان والسلاح الفلسطيني والوضع في المخيمات، فأطل التوتير من “عين الحلوة” بموازاة اجتماع لعباس مع الفصائل، معتبرةً هذه الاشتباكات وكأنها محاولة من قبل المتضررين من هذه الزيارة لحجب نتائجها الإيجابية.