Site icon IMLebanon

صفقة روسية أميركية تهدد بقاء “حزب الله” في سوريا!

 

كتبت صحيفة “العرب” اللندنية: تتفاقم المخاوف في الأوساط القيادية لحزب الله من صفقة أميركية ـ روسية على حساب الوجود الإيراني في سوريا، وفي ظل تنسيق روسي ـ إسرائيلي يطاول خصوصا منطقة الجولان والرغبة الإسرائيلية في قيام منطقة عازلة.

وتأتي التساؤلات داخل حزب الله وأوساطه في لبنان وسوريا في وقت اتضاح رغبة أميركية في إقامة منطقتين آمنتين على الحدود السورية -الأردنية والتركية ـ السورية.

واعترفت مصادر قيادية في حزب الله أن روسيا أصبحت تسيطر بشكل كامل على تفاصيل الخرائط العسكرية في سوريا، وأن الميليشيات التابعة لإيران تحاول بإيعاز من طهران عدم الصدام مع الأجندة الروسية في سوريا.

وتعتقد هذه المصادر أن إيران غير قادرة على مقاومة الضغوط الروسية وأنها تسعى إلى التعايش مع الوجود السياسي والعسكري الروسي في سوريا بانتظار تبدل شروط المرحلة الراهنة.

ونقل عن هذه المصادر أن روسيا هي التي تشرف على اتفاقات المصالحة التي تجري في المناطق المحيطة بدمشق، بوصفها الضامن والراعي لهذه الاتفاقات، وأن اتفاق عين الفيجة في وادي بردى جرى بتدخل روسي مباشر، وأن حزب الله حاول منع هذا التدخل من خلال منع دخول ضباط روس إلى المنطقة، إلا أن الروس فرضوا أجندتهم وفرضوا اتفاق عين الفيجة على كافة الأطراف.

ورأى مراقبون أن هذه المعلومات تتقاطع هذه الأيام مع معلومات جديدة نقلت عن المعارضة تحدثت عن انتشار كتيبة من القوات الروسية في منطقة وادي بردى التي تعتبر منطقة نفوذ لحزب الله في ريف دمشق.

وذكرت هذه المصادر أن موسكو تسعى لإحكام سيطرتها راهنا وفي المستقبل على كافة حقول النفط في سوريا كما على مشاريع التنقيب المستقبلية.

وباتت منطقة الرقة من حصة الأميركيين الذين سيبدلون خططهم الاستراتيجية لتحرير المدينة من قبضة تنظيم داعش، وسيعملون على إيجاد نقطة توازن ما بين الحليف

التركي وحملة “درع الفرات” وتحالفهم مع قوات سوريا الديمقراطية وقوات حماية الشعب الكردية التي تقود حملة “غضب الفرات”.

وتحدثت هذه المصادر في مجلس خاص، غير رسمي، حضره قريبون من حزب الله، أن الحزب والنظام السوري لم يكونا يعرفان شيئا عن الاتفاق الذي توصل إليه الروس في مدينة حلب والذي أدى إلى إخلاء المناطق التي كانت تسيطر عليها المعارضة شرق المدينة من المقاتلين والمدنيين.

وأضافت أن حزب الله وبقية الميليشيات التابعة لإيران اضطرت إلى تعطيل الاتفاق من خلال إطلاق النار على بعض قوافل المدنيين المنسحبين من حلب، كما افتعلت إثارة مسألة قريتي كفريا والفوعة الشيعيتين لحفظ ماء الوجه والظهور بمظهرالمشاركين في اتفاق حلب أو المشترطين لحسن تنفيذه، وأعيد إضافة ملحق على اتفاق حلب يشمل تدابير تخص كفريا والفوعة.

وحول مستقبل وجود قوات حزب الله في سوريا، نقل عن هذه المصادر أن الحزب مازال يعتبر أن قتاله ضد “الإرهابيين” في سوريا هو الذي منع الإرهابيين من الانتقال إلى لبنان، وهي الحجة التي ما برح الحزب يرددها لإقناع اللبنانيين، لا سيما داخل “بيئة المقاومة”، لتبرير تدخله في سوريا إلى جانب نظام دمشق.

ورغم أن هذه المصادر لم تتحدث عن أي خطط للانسحاب من سوريا، إلا أن بعض المراقبين رأوا في تصريحات حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، ضد إسرائيل هي محاولة لتعبئة الرأي العام المناصر للحزب باتجاه احتمال قيام إسرائيل بحرب ضد قوات حزب الله في لبنان، وذلك للتغطية على نشاط الحزب في سوريا واقتصار جهده العسكري على ميدان لا علاقة له بخطاب الحزب ضد الاحتلال الإسرائيلي، لكنها أيضا قد تكون تمهيدا لتبرير أي انسحاب من سوريا بحجة العودة إلى لبنان لمواجهة العدوان الإسرائيلي المحتمل.