يتزاحم آلاف البريطانيين على سلطات الهجرة في ألمانيا من أجل تقديم طلبات للحصول على الجنسية التي تمنح صاحبها أقوى جواز سفر في العالم حالياً، وذلك خوفاً من تداعيات الخروج من الاتحاد الأوروبي (Brexit)والتي يتوقع أن يتم البدء بها قريباً في ظل حالة من الضبابية تهيمن على شكل العلاقة بين لندن ودول الاتحاد بعد الخروج.
ويُعتبر جواز السفر الألماني الأفضل في العالم حالياً، بحسب تصنيف متخصص يصدر سنوياً، حيث يخوّل حامله دخول 158 دولة في العالم من دون الحاجة الى تأشيرة، بينما يحل كل من جواز السفر البريطاني والجواز الأميركي في المركز الثالث عالمياً، حيث يخوّل كل منهما صاحبه بدخول 156 دولة في العالم من دون الحاجة الى تأشيرة، لكن إقبال البريطانيين على الجنسية الألمانية ليس مرده قوة جواز السفر وانما الخوف من مرحلة ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وكشفت صحيفة “ديلي إكسبرس” البريطانية أن 100 ألف بريطاني يقيمون حالياً في ألمانيا، بينما يوجد في بريطانيا أكثر من 300 ألف ألماني، وكل هؤلاء ليس معروفاً مصيرهم ولا وضعهم القانوني بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، إذ إن مواطني الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي يتمتعون بنفس الحقوق في كافة دول الاتحاد، بما فيها حق الحركة والدخول والخروج دون أية قيود بين دول الاتحاد جميعها.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها الصحيفة البريطانية من السفارة الألمانية في لندن فإنه إلى جانب الـ100 ألف بريطاني الذين أصبحوا مهتمين بالحصول على الجنسية الألمانية، تقدم عدد من البريطانيين اليهود بطلبات للحصول على الجنسية الألمانية، مستفيدين من القانون الألماني الذي يضمن لأي يهودي كان النظام النازي قد نزع عنه الجنسية أن يستعيدها في أي وقت أراد ذلك.
وكانت جريدة “ديلي تلغراف” البريطانية كشفت أن بريطانيا تعتزم وضع قيود على دخول المواطنين الأوروبيين الى أراضيها اعتباراً من الشهر المقبل، وبالتزامن مع البدء بمحادثات الخروج من الاتحاد الأوروبي التي يتوقع أن تعلن رئيسة الوزراء تيريزا ماي البدء بها بموجب المادة 50 من اتفاقية إنشاء الاتحاد الأوروبي.