بعدما اشتدت في اليومين الأخيرين وتيرة المعارك الأمنية في مخيّم “عين الحلوة”، والتي بدأت تتفلّت إلى خارج المخيّم، دقّت الفصائل الفلسطينية ناقوس الخطر، رافضة اللعب بمصير المخيّم من قبل من سمّتهم ببعض الجواسيس الذين يريدون أخذ المخيّم إلى المجهول، وهو أمر لن يسمحوا به على الاطلاق كما قالوا في بيان لهم بعد اجتماع لقيادات الفصائل الفلسطينية الذين أعطوا الغطاء السياسي لتثبيت وقف إطلاق النار في “عين الحلوة”، إضافة إلى تشكيل قوة أمنية عليا مشتركة من الفصائل كافة، من مهاماتها التعامل بشكل حازم مع اي مخل بالأمن. وأكد المجتمعون أن ثمة ضمانات من جميع الفصائل على الالتزام بوقف إطلاق النار.
وكان الاتفاق على وقف اطلاق النار انهار صباحًا في المخيم، اثر تجدد الاشتباكات بين عناصر من حركة “فتح” وآخرين من مجموعات اسلامية متشددة، تركزت على محور الصفصاف البركسات في الشارع الفوقاني، استخدمت فيها الاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية.
وشهدت شوارع المخيم توترًا عنيفًا وبدأ السكان بالخروج الى مدينة صيدا، التي طالها رصاص الاشتباكات، وأقفلت مدارسها ومهنياتها بقرار من وزير التربية مروان حمادة.
وطاول الرصاص مناطق خارج المخيم لاسيما منطقة سينيق مسجّلا عدد من الإصابات. كما تسبّبت الاشتباكات باندلاع حريق بالقرب من مسجد الفاروق، وسجّلت حركة نزوح لبعض العائلات وإقفال المدارس المجاورة للمخيم. وأصيب طفل وشاب يُدعى زياد ع. بجروح جراء رصاص القنص في المخيم.
وفي الجهود السياسية، عقد اجتماع في سفارة دولة فلسطين في بيروت، ضمّ السفير الفلسطيني أشرف دبور والقوى الوطنية والاسلامية وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية لتدارس الوضع الامني المستجد في مخيم عين الحلوة.
هذا وأجرت النائب بهية الحريري اتصالا هاتفيا بسفير فلسطين في لبنان اشرف دبور وتشاورت معه في الوضع الأمني المتأزم في مخيم عين الحلوة، متمنية عليه العمل بالتواصل مع كافة الفصائل الفلسطينية على وقف سريع لإطلاق النار. كما تواصلت الحريري للغاية نفسها مع مسؤول عصبة الأنصار الشيخ ابو طارق السعدي من اجل بذل المزيد من الجهد لنزع فتيل التفجير في المخيم .
وكانت الحريري تابعت تطورات الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة هاتفيا مع رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد الركن خضر حمود.
وأسفت الحريري في بيان صادر عن مكتبها الإعلامي لوصول الأمور في مخيم عين الحلوة الى ما وصلت اليه . وقالت الحريري: ان المطلوب من الجميع في مخيم عين الحلوة تغليب العقل وإيجاد حلول عملية للوضع القائم وليس حشد المزيد من المقاتلين”.
الحريري تبلغت من مدير عام الأنروا حكم شهوان الذي التقته في مجدليون، تعليق عمل وخدمات الوكالة التربوية والصحية والاجتماعية بسبب الوضع الأمني . ولفت شهوان الى ان الأنروا دعت لإجتماع لسفراء وممثلي الدول المانحة في مكتبها في بيروت اليوم لمتابعة التطورات في عين الحلوة وانعكاسها على عمل الوكالة.
ولاحقاً، أعلنت الحريري، خلال مؤتمر صحافي، عن إقفال تام في مدينة صيدا غداً الأربعاء، إعتراضاً على الأحداث الامنية في مخيم عين الحلوة.
من جهته، اعتبر رئيس بلدية صيدا محمد السعودي، أن استمرار هذا التدهور الأمني ينذر بعواقب كارثية على المخيم وعلى منطقة صيدا، إن لم يتم تضافر جهود الجميع، فلسطينيين ولبنانيين، من أجل وقف إطلاق النار وإعادة الهدوء إلى المخيم وأهله.
هذا وكان رئيس حزب “التوحيد العربي” وئام وهاب أمد عبر “تويتر” ان هناك قرارا كبيرا دوليا بتحويل مخيم عين الحلوة الى يرموك آخر لإلغاء أكبر تجمع يُذكر بحق العودة، داعيا الإخوة في المخيم على إختلاف إنتماءاتهم الى التنبّه.