IMLebanon

ما سبب طول أمد الاشتباكات في عين الحلوة؟

 

 

أبلغت مصادر فلسطينية الى صحيفة “الراي” الكويتية أن تَجدُّد الاشتباكات في مخيم عين الحلوة (صيدا) وفي شكل مفاجئ وعنيف سببه ضعف المعالجة السياسية الفلسطينية الداخلية “حيث تبيّن ان هناك فارقاً شاسعا بين الموقف الفلسطيني الموحّد الذي يُتخذ في الاجتماعات وبين التطبيق على أرض الواقع لجهة تلاشي “موْنة” القوى الاسلامية المعتدلة وتحديداً “عصبة الأنصار الاسلامية” و “الحركة الاسلامية المجاهدة” على “المجموعات المتشددة”، مقابل ضعف حركة “فتح” في إلزام جميع عناصرها بالأوامر لأسباب عديدة بينها ما هو مرتبط بالمرجعيات الفتحاوية وغيرها”.

وأشارت المصادر الى أن الأسباب الحقيقية وراء طول أمد الاشتباكات وفشل وقف النار أكثر من مرة، تعود الى جملة التراكمات والخلافات بين “فتح” و”المجموعات الاسلامية” المتشددة على خلفية الاغتيالات وعدم استكمال نتائج التحقيقات فيها، ناهيك عن التصعيد السياسي بالموقف الفلسطيني والذي تُرجم باحتقانٍ واستنفار ثم تجدُّد الاشتباك لعرْض القوة واثبات الوجود.

وأوضحت المصادر نفسها ان جملة عوامل تضافرت فوق ذلك لتجعل من معادلة عين الحلوة السياسية والامنية معقدة ومتداخلة، “فبعض القوى أراد حجب النتائج الايجابية لزيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للبنان، والبعض الآخر أراد إفشال زيارة عقيلة العقيد محمد دحلان السيدة جليلة دحلان ونجلها فادي الى عين الحلوة، والبعض الثالث أراد إثبات ان حل العمل الفلسطيني المشترك لجهة تعليق عمل “اللجنة الأمنية الفلسطينية” وحل “القوة الامنية المشتركة” يعود بالكارثة الأمنية على المخيمات ولاسيما عين الحلوة بعد فشل القوّة التي كانت تشكل مظلة حماية سياسية لمجرد وجودها وإن لم تكن على مستوى الآمال والطموحات السياسية والشعبية.

واكدت المصادر “ان المخيف في هذه الاشتباكات اندلاعها دون اي سبب، وقيام كل طرف ببث روايته وهو ما حصل في المرات الثلاثة الأخيرة، حيث كانت تندلع الاشتباكات دون اي سبب مباشر، وكان أبناء المخيم يدفعون ثمن ذلك من أرواحهم او دمائهم دون اي ذنب، اضافة الى دفعهم للنزوح عن منازلهم قسراً تارةً وطوعاً أحياناً أخرى بسبب “المربعات الامنية” وعدم التعويض عن الأضرار، وكل ذلك جعل الغضب الشعبي يتصاعد ويُترجم اكثر من مرة بدعوة المسؤولين الفلسطينيين الى تحمل مسؤولياتهم كاملة او الاستقالة”.

وشددت هذه المصادر على “ان (فتح) قررت إعادة بناء قوتها العسكرية وحيدةً، واذا نجح الإجماع الفلسطيني تكون نواته، على خلفية قناعة تمتدّ من بيروت الى رام الله، بانها تدفع الأموال دون ان تحصد النتائج المرجوة في الاستقرار الأمني بل على العكس تدفع الدماء ويحاول بعض المشاركين في هذا العمل الفلسطيني الجماعي إضعافها أمام نفوذ المجموعات الاسلامية المتشددة من خلال الاغتيالات وتوريطها بالاشتباكات احياناً”.