شبّ حريق هائل عند منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء وتحديدا الساعة 12:00 مساء في مبنى شركة “هيونداي” للسيارات في منطقة الزلقا بالقرب من محطة “توتال” للوقود.
الحريق الهائل شب على سطح المبنى وامتد الى سطح المبنى المجاور التابع للمحطة ما أثار الذعر في نفوس المواطنين بسبب اقتراب ألسنة النيران الى محطة الوقود ما هدد بكارثة بكل ما للكلمة من معنى.
إلاّ ان التدخّل السريع للدفاع المدني وفوج إطفاء بيروت حال دون وقوع ما لا تحمد عقباه بحيث تمّت السيطرة على الحريق بسرعة ومن ثم إخماده، على الرغم من الرياح العاتية التي صعّبت المهمة وساعدت على انتشار النيران بشكل أسرع.
لكن كما كل شيء يجب ان يترك اللبناني “بصمته” و”حشريته” في كل الامور فما حصل قبل اخماد الحريق، هو ان فوج الاطفاء والدفاع المدني عانوا للوصول الى مكان الحريق بسبب “حشرية” بعض السائقين الذين بدأوا بتخفيف سرعتهم على الطريق السريع لمعرفة ما يحصل، بالإضافة الى ركن سياراتهم الى جانب الطريق وحتى في وسطه فقط لالتقاط الصور والفيديوهات ما ادى الى زحمة سير خانقة على مسلكي الأوتوستراد عند الساعة 12:30 من منتصف الليل!
فهل تجوز عرقلة السير من اجل التقاط الصور لتناقلها على وسائل التواصل الاجتماعي أو للتباهي فقط بأننا كنا في موقع الحدث؟ ومتى ستنتهي هذه الحشرية التي تعرقل ولا تفيد؟
فعند وقوع اي حادث ما، أكان تصادم او انفجار او حريق او انهيار مبنى يتوافد “الفضوليون” بهواتفهم لالتقاط الصور وإلقاء نظرة على ما يحدث ما يؤدي الى عرقلة عمل كل من يسعى الى المساعدة.
فكم من مرّة وقعنا ضحية أزمة سير خانقة بسبب حادث سير وقع على المسلك الآخر من الأوتوستراد؟! فقط لان بعض السائقين يريدون تخفيف سرعتهم لسرقة نظرة من هنا والتقاط صورة من هناك.
أما بالنسبة لوسائل الإعلام فلوحظ انه “ضاعت الطاسة”، صحيح أن شركة “هيونداي” لها فروع كثيرة في لبنان، إلا ان الحريق الذي اندلع، شب في مبنى واحد في منطقة الزلقا، لا في جلّ الديب ولا نهر الموت ولا الدورة! وسائل الإعلام “فتحت على حسابها” وبدأت بتناقل الخبر ونسبه الى عدّة مناطق غير صحيحة.
المهم ان رجال إطفاء بيروت والدفاع المدني تمكنوا من إخماد الحريق لينتهي مسلسل طويل امتزج ما بين الحشرية والضياع!