بين الحين والآخر تتجدد الإشتباكات في مخيم عين الحلوة الفلسطيني، تلك الاشتباكات تزعز الاستقرار الامني في لبنان وتطال شظاياها مدينة صيدا ما يؤثر سلبا على المدينة وسكانها.
الإشتباكات الأخيرة التي اندلعت في عين الحلوة كانت الأعنف مقارنة للإشتباكات الأخيرة التي كانت تحصل وحصدت ارواح المدنيين واستخدمت فيها بعض الأسلحة المتوسطة ما الحق اضرارا كبيرة بالابنية والممتلكات.
فما هو السبب وراء تجدد الإشتباكات؟ وهل يمكن ان تتوحد الجهود لوقف الاقتتال الداخلي؟ وأين مدينة صيدا من هذا الاقتتال؟
الاقتتال يطمس الهوية الفلسطينية ويخدم إسرائيل
قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب يؤكد في حديث لـIMlebanon أن “تجدد الاشتباكات سببه وجود بعض الأشخاص الذين يملكون أجندات معينة يريدون تنفيذها داخل المخيم بحيث يحاولون كل فترة إحداث توتر داخل المخيم لكي يهاجر شعبنا، فتلك الاشتباكات التي يقوم بها بعض المتآمرين تهدف الى طمس الهوية الفلسطينية وحق العودة، خصوصا أن المعركة الأخيرة كانت الاقوى والاعنف ولكن الامور كانت ممتازة بالنسبة إلينا واستطعنا توحيد الجهود لوقف الاقتتال”.
من جهته، يشدد قائد القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في لبنان اللواء منير المقدح لـIMlebanon على أن “تجدد الاشتباكات في مخيم عين الحلوة يصب في مصلحة الاحتلال الاسرائيلي وتحريض الشعب اللبناني على المخيمات الفلسطينية خصوصا أن الاشتباكات تزامنت مع زيارة الرئيس الفلسيطني محمود عباس لتحويل الزيارة الرسمية الى زيارة أمنية ولفت النظر على المخميات للنظر إليها من زاوية أمنية وصرف النظر عن الموضوع الانمائي والاجتماعي والاقتصادي للمخيم، ولكن زيارة الرئيس الفلسطيني نجحت في كل القضايا السياسية والانسانية والاجتماعية والامنية مما أزعج البعض”.
ما علاقة شادي المولوي والهاربين من العدالة؟
من جهة أخرى، يكشف أبو عرب عن أننا “التقينا مدير مخابرات الجيش في الجنوب العميد خضر حمود وتحدث إلينا بكل صراحة وقال لنا ان هناك مطلوبين لبنانيين موجودين في مخيم عين الحلوة وعلى رأسهم شادي المولوي ويجب تسليمهم الى الدولة اللبنانية وانه يجب على المعنيين داخل المخيم بتوحيد الجهود لتسليمهم وعدم مساعدتهم على الهروب من العدالة، وقررنا جميعا أكان التحالف او القوى الاسلامية او فصائل منظمة التحرير او انصار الله اتخذنا بأن يخرج كل مطلوب من المخيم مهما كلف الثمن لان المخيم لا يريد ان يعيش تحت رحمة هاربين من العدالة مما يؤثر سلبا على الامن في المخيم”.
ويلفت الى أنه “بحسب الجيش اللبناني هؤلاء المطلوبين ليسوا فلسطينيين ولجأوا الى المخيم هربا من العدالة ويجب اخراجهم وتسليمهم الى السلطات اللبنانية خصوصا أنهم لجأوا الى المخيم تحت حجة ان هناك فصائل معيّنة قادرة على حمايتهم”.
الحّل هو بتوحيد الجهود
أما بالنسبة لتوحيد الفصائل بوجه كل من يريد افتعال المشاكل، يؤكد المقدح أن “آخر اجتماع حصل في السفارة الفلسطينية شدد على توحيد الجهود ونأمل ان يكون جديا لانه عندما تتوحد جهود الفصائل لا أحد بامكانه افتعال اي خلل في المخيم، واخذنا قرارا بتسليم المطلوبين اللبنانيين الهاربين من العدالة، فإما تسليمهم او ان يخرجوا من المخيم كما دخلوا وكلفنا لجنة لمتابعة هذا الملف”.
ويشير الى أن “الحل الاساسي لوقف الاقتتال هو الموقف الفلسطيني الموحد ضد اي مجموعة او حالة تفكر بالعبث في امن المخيم او امن الجوار، خصوصا أن الضحايا هم من المدنيين والابرياء الذين لا دخل لهم في هذا الاقتتال ويدفعون الثمن بممتلكاتهم وأرزاقهم واطفالهم”.
ويضيف المقدح: “بالتأكيد هناك حسرة بسبب الاقتتال الداخلي لاننا حملنا سلاحنا من اجل تحرير فلسطين وليس من اجل قتل بعضنا في شوارع المخيمات خصوصا أن هذا الاقتتال يخدم الاحتلال الاسرائيلي”.
ماذا قالت بلدية صيدا؟
رئيس بلدية صيدا محمد السعودي يشدد في حديثه لـIMlebanon على أننا “أطلقنا صرخة لوقف القتال خلال اجتماعنا الأخير لأن الذي يحصل في المخيم يؤدي الى سقوط الابرياء وسفك دماء بريئة، خصوصا أن كل الجرحى الذين يسقطون هم من المدنيين العزل بسبب الرصاص الطائش وعمليات القنص فيما لم يصب اي مقاتل بأي أذى، لذلك فإن المتضرر الأول من هذا الاقتتال هو اللاجئ البريء”.
ويضيف السعودي: “كل المنظمات تبغي العودة الى فلسطين ولكن العودة لا تكون في الاقتتال الداخلي لذلك اطلقت مدينة صيدا صرخة من أجل توفير سفك الدماء ووقف الاشتباكات، خصوصا أن الاشتباكات تؤثر على صيدا وتؤدي الى تعطيل المدراس وأشغال المواطنين بسبب الرصاص الطائش”.
100 ألف لاجئ… لا مكان لهم للهرب
ويكشف عن أن “هناك أكثر من 100 ألف لاجئ في مخيم عين الحلوة فلو استمرت الاشتباكات لفترة اطول وازدادت حدتها فهؤلاء كانوا سيهربون من المخيم الى صيدا، والمشكلة هي ان لا مكان لإيوائهم في صيدا ما سيخلق مشكلة اكبر من المشاكل التي هي موجودة حاليا جراء النزوح السوري”.
وفي ما يخص اللبنانيين الهاربين من العدالة الذين لجأوا الى المخيم، يؤكد السعودي أن “الجهد يجب ان يحصل من قبل القوى الامنية الفلسطينية من اجل تسليمهم لتجنب تكرار الاشتباكات ووقف سفك دماء الأبرياء والعمل على ابقاء المخيم هادئ”.