IMLebanon

الإستياء من مواقف عون بين المبالغة والواقع؟

اشار مصدر سياسي متابع، عبر الوكالة “المركزية”، الى أنّ كلام رئيس الجمهورية ميشال عون بشأن سلاح “حزب الله” فُهم خطأ في الاوساط الخليجية والدولية، لافتة الى انّه تم التوضيح للمعنيين عبر قنوات خاصة انّ موقفه نابع من حسابات عسكرية بحتة، قبل ان يدعو عون الولايات المتحدة، خلال استقباله رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي روبرت كوركر جنيور، الى مواصلة دعم الجيش ليصبح قادرا وحده على الذود عن لبنان، في كلام اعتُبر “ملحقا” بموقفه الاول وهدفه تدارك مفاعيله.. الا انّ موجة التداعيات التي خلّفها كلام الرئيس عون لم تهدأ بعد.

فغداة الكشف عن اجتماع سري عقد في 15/2/2017 في مقر الامم المتحدة في اليرزة جمع سفراء مجموعة الدعم الخاصة بلبنان، تخلله رفض لمواقف عون من السلاح كونها لا تلتقي ومندرجات القرار 1701، والخوف هنا، بحسب المصدر، ان يتجدّد هذا الاعتراض من منبر مجلس الامن في التقرير الدوري للأمين العام للأمم المتحدة عن تطبيق القرار 1701 الذي سيصدر منتصف الجاري، تحدثت أوساط صحافية عن الغاء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز مشروع زيارة للبنان كان سيقوم بها خلال هذا الشهر، في خطوة أدرجها المصدر أيضا في خانة انعكاسات كلام عون السلبية على مسار العلاقات اللبنانية ـ السعودية.

غير انّ هذه الاجواء “السلبية” تراها مصادر دبلوماسية مضخمة ومبالغاً فيها كثيراً، وتعتبر عبر “المركزية” ان اشاعة هذا المشهد “المتشائم” غير مبرر. فالاحاطة الدولية بلبنان مستمرة وقد تجسدت اليوم في اعلان وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان عقب زيارته قصر بعبدا استمرار بلاده في مساعدة الجيش وزيادة الدورات التدريبية، وأمس في الزيارة الأولى للسفينة البريطانيةHMS OCEAN لبيروت، في خطوة مثقلة بالدلالات الايجابية تُوجت باعلان السفير البريطاني هيوغو شورتر تقديم هبة بقيمة 65 ألف دولار اميركي الى مغاوير الجيش اللبناني.

أما في شأن زيارة الملك سلمان لبنان، فتقول المصادر انّ هذه المحطة لم تكن مدرجة رسميا على جدول أعمال الجولة التي يقوم بها العاهل السعودي حاليا على عدد من الدول، مشيرة الى ان ما ينشر على هذا الصعيد قد يكون الهدف منه “التهويل” خصوصا من قبل المتضررين من عودة العلاقات اللبنانية – السعودية – الخليجية الى سابق عهدها. وفي حين تنفي المعلومات التي تتحدث عن قرار اتخذ في المملكة يقضي بفرملة أية مساعدات محتملة للجيش اللبناني في ضوء مواقف عون وتصعيد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ضد الرياض، تلفت في المقابل الى زيارة متوقعة قريبا لوزير الاعلام السعودي عادل الطريفي الى بيروت، جار الترتيب لها حاليا، ستتم خلالها متابعة ما اتفق عليه من قرارات خلال زيارة الوفد اللبناني الى الرياض مطلع كانون الثاني الماضي.

أما تعيين سفير جديد للمملكة في لبنان، فهو في مرحلة جوجلة الاسماء، تضيف المصادر، التي تؤكد ان التحضيرات للتصويب الدبلوماسي المنتظر جارية على قدم وساق بين الرياض وبيروت، ولو اخذ بعض الوقت الا انه سيشكل بالنجاح في الاسابيع او الاشهر القليلة المقبلة، وقد يعقب القمة العربية التي تنعقد في الاردن من 23 الى 27 آذار الجاري، خصوصا انها ستشكل فرصة لتوضيح موقف لبنان الرسمي من القضايا العربية والدولية.