Site icon IMLebanon

“مطاردة” سعودية لـ”حزب الله” من شرم الشيخ الى عمان…

 

في خضم الغرق اللبناني في «مستنقع» الخلافات حول الحصص والاوزان، ثمة حرب من نوع آخر تقودها السعودية للتضييق على حزب الله ومحاصرته لاجباره على الانكفاء بعد ان حقق كسرا مبدئيا للحظر الخليجي من «البوابة» المصرية، عبر اتصالات غير مباشرة توجت بمشاركة وزير الشباب والرياضة محمد فنيش في مؤتمر «الارهاب والتنمية الاجتماعية» في شرم الشيخ نهاية الشهر المنصرم، وهي ارفع زيارة رسمية لمسؤول في حزب الله الى الاراضي المصرية منذ زيارة التعزية بمحمد حسنين هيكل في 2016 عبر وفد رفيع المستوى ضم مسؤول العلاقات الإعلامية محمد عفيف، ومسؤول العلاقات العربية حسن عز الدين، والنائب علي المقداد.

اوساط دبلوماسية في بيروت، اكدت لصحيفة «الديار» ان الرياض التي شاركت في المؤتمر، عبرت عن استيائها للسلطات المصرية ازاء اعطاء حزب الله منبرا عربيا واقليميا «للمحاضرة» في كيفية مكافحة الارهاب، فيما تصنفه دول الخليج «ارهابيا»… لكن السلطات المصرية ابقت الباب «مواربا»، وامسكت بالعصا من النصف، فهي من جهة تعاملت مع الموقف على ان الوزير فنيش ممثل للحكومة اللبنانية وليس ممثلا لحزب الله، وتماشيا مع هذا الموقف لم يحصل اي تواصل على هامش المؤتمر مع الوزير الذي لم يلتق اي مسؤول مصري، ولم تكن له اي لقاءات بعيدة عن الاضواء مع اي شخصية سياسية او امنية مصرية وغير مصرية الا ضمن فعاليات المؤتمر…

 

 

الوزير فنيش

وهذا ما اكده لـ«الديار» الوزير محمد فنيش، الذي اشار الى انه لم يذهب الى المؤتمر وفي نيته عقد لقاءات جانبية مع احد، ولم يكن مكلفا بهذا الامر من قيادة حزب الله، كما لم يحاول المصريون فتح اي نقاش جانبي حول العلاقات الثنائية…

ولفت وزير الشباب والرياضة الى ان عدم حصول ذلك «لا يلغي الدلالة السياسية الايجابية للامر، فالدعوة وجهتها الجامعة العربية، لكن المؤتمر عقد برعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السياسي، والدولة المصرية تدرك جيدا انتمائي السياسي، وكان بامكانها لو ارادت عدم توجيه الدعوة، لكن هذا لم يحصل، وهذا امر ايجابي»… المهم كما يقول فنيش انه عرض في كلمته للتجربة اللبنانية في مكافحة الارهاب، ومصر مهتمة بهذا الملف لانها مستهدفة، وتدفع اثمانا باهظة بالامن والاقتصاد ولديها تحد كبير في هذا السياق…

هذا الجزء «الممتلىء» من الكوب، الذي يراه الوزير فنيش، تحذر تلك الاوساط الديبلوماسية من الرهان عليه كثيرا، لان ثمة ضغوطاً سعودية تتواصل لمحاولة «عزل» حزب الله، ضمن استراتيجية سعودية استمدت زخماً إضافياً بعد مجيء دونالد ترامب وإدارته للحكم في الولايات المتحدة، وهي تعمل على توحيد جهود دول الاقليم لـ«تقليم» أظافر إيران والحد من نفوذها… وما بدأه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في بغداد، وردت عليه بعنف طهران بالامس عبر وزارة خارجيتها، ستستكمله الرياض في القمة العربية المقبلة نهاية الشهر الجاري، وتأتي «فرملة» الاندفاعة المصرية، ومنع القاهرة من استغلال زيارة فنيش لفتح صفحة جديدة مع الحزب، بمثابة مقدمة لما تريد الرياض فرضه على قمة عمان من مفردات حول مكافحة الارهاب «والتصويب» على ايران «وادواتها» في المنطقة ومنها حزب الله… وهذا يتطلب استعدادا لبنانيا مسبقا لمواجهة هذه المقاربة خصوصا ان «الغضب» السعودي وصل الى ذروته مع التصريحات الاخيرة للرئيس ميشال عون حول سلاح المقاومة، وثمة تحذيرات وصلت الى بيروت عبر قنوات ديبلوماسية عربية من «دعسة ناقصة» في شرم الشيخ… ويبدو ان الامر يحتاج الى تنسيق مبكر للذهاب بموقف لبناني موحد الى القمة العربية…