تحقيق لميا شديد في الوكالة الوطنية للإعلام:
لعلّ الزيارة الى “بيت رفقا” تبعث الأمل بحياة كريمة للانسان في آخرته، وتنزع من الاذهان تلك الصورة المحزنة والمقلقة من واقع مرير ميؤوس منه في دور المسنين.
قد يكون مشروع جمعية “بيت رفقا” للمسنين فريدًا من نوعه على مستوى رعاية المسنين، وتوفير أجواء من الراحة والترفيه والتسلية من دون تسجيل أي أرباح مادية كون المشروع غير مربح والجمعية أيضًا لا تبغي الربح. هو مشروع انساني، رائد من الطراز الحديث بهندسته واقسامه واجنحته، حتى ليخيل للزائر أنه في فندق سياحي وليس في دار للمسنين، لاسيما انه يقع على تلة مطلة على الدير الذي يحتضن رفاة القديسة رفقا في أحضان الطبيعة، التي تشكل بدورها، مصدرا للراحة النفسية التي يستحقها الأهل من أمهات وآباء وأجداد الذين قد يلقون رعاية واهتماما تفوق الرعاية البيتية.
في تشرين الأول 2013، وضع الحجر الاساس للمشروع بمبادرة من سليم الزير وعائلته وبتمويل منه، بالتعاون مع جمهور راهبات دير مار يوسف جربتا، حيث ضريح القديسة رفقا، اللواتي سيتولين مع فريق من المتخصصين تحت عيون القديسة رفقا.
وفي حزيران المقبل، سيتم افتتاح “بيت رفقا” ليفتح ابوابه للمسنين. وبدأت الإدارة بتلقي طلبات العائلات لحجز أماكن لمسنيهم الذين باتوا بحاجة للرعاية والعناية في ظل طموح لعناية أقرب ما تكون لعناية المنزل.
واشار المدير العام إيلي أبو ياغي الى “أنّ جمعية بيت رفقا التي لا تبغي الربح أنشأت بيتا للمسنين الذي سوف تتم ادارته من قبل كوادر متخصصة، ليشكل نقلة نوعية في خدمة المسنين في لبنان والشرق الأوسط”.
وقال: “يقع بيت رفقا على بعد أمتار من دير القديسة رفقا، وقد تم بناؤه والتبرع به لصالح راهبات دير مار يوسف جربتا اللواتي يرافقن المسنين يوميا ويلبين كافة احتياجاتهم الجسدية والروحية، إلى جانب طاقم تمريضي واداري من ذوي الخبرة والكفاءة”.
وأعلن أنّ”الهدف الأساس هو توفير حياة كريمة لكبار السن، ومن أجل ذلك تم تصميم البيت حسب المواصفات الحديثة ويتضمن غرفا للعلاجات الخاصة، للفحص الطبي، خدمة التمريض على مدار الساعة، مركز علاج طبيعي إضافة الى تجهيز الغرف بأجهزة تكييف وتبريد ومطعم يقدم 3 وجبات يوميا و8 قاعات داخلية. وسيتم تزويد خدمة الانترنت ومولدات كهربائية تعمل بالطاقة الشمسية وانشطة عدة ترفيهية للمسنين”.
من جهته، قال نائب رئيس الجمعية سليم الزير: “ان بيت رفقا سيكون بيتا للمسنين، كان حلما بالنسبة لنا وها هو يتحقق. لا يحمل في كواليسه الا الحب والحنان والعاطفة لمن تعب وسهر ورعى وربى، الحب لأهالينا وشيوخنا، عربون وفاء واحترام للذين كانوا بجانبنا وأمسكوا بأيدينا، وقد آن الأوان لأن نمسك بايديهم ونسندهم”.
وتابع: “بيت رفقا هو مكان تقبل فيه الأيادي التي ربت وسهرت وضحت، هو مكان يسترد فيه جزء من الجميل بل الواجب بمبادلة أحبائنا حياة كريمة مستقلة ومريحة. يستحق المسن في لبنان أن يكرم على غرار الدول المتقدمة التي تضمن شيخوخة أبنائها فتكافئهم بعد سنوات من الخدمة بحياة لائقة تشعرهم بأنهم ما زالوا فاعلين غير مهمشين في المجتمع. ونحن بدورنا، سعينا من خلال بنائنا لهذا المركز لتحقيق ذلك عسى أن يشكل نقطة إنطلاق وتحول في تفكير المجتمع اللبناني، فنضمن معا شيخوخة كريمة تؤمن للمسن الراحة في كنف عائلة تحبه وتكرمه. وقد احببنا ان نقيم هذا البيت على أرض مقدسة ولم نجد مكانا أكثر قداسة من هذه الأرض”.
وأشار الى أنّه “تمّ تصميم بيت رفقا بشكل مدروس، ما جعله قادر على تلبية كافة الإحتياجات الأساسية للمسن من عناية تمريضية متوفرة على مدار الساعة على يد ممرضين متخصصين وكفوئين، إلى نظام صحي سليم توفره الوجبات الغذائية المعدة داخليا”، لافتا الى انه “مطل على بيئة طبيعية خضراء خلابة، ويتألف من 44 غرفة فردية ومزدوجة”.
وختم: “فضلا عن هذا كله ستكون المحبة والألفة العنوان الأول الذي يجمع بين المسنين، ليشكلوا عائلة واحدة، يتبادلون خلال إقامتهم الآراء ويستمتعون بالأحاديث وجلسات التسلية والمرح فيشعرون بأنهم في منزلهم الثاني مظللين برعاية ومتابعة تامة على كافة المستويات”.