اقيم في ثكنة اللواء الشهيد وسام الحسن في الضبية، حفل تسلم هبة أميركية لصالح المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، وهي عبارة عن معدات للوقاية من الاسلحة البيولوجية والنووية والكيميائية ومعدات تساعد على مداهمة السفن، بهدف كشف التهريب في البحر إضافة الى عتاد لتعزيز قدرات حرس الحدود البحرية.
حضر الاحتفال سفيرة الولايات المتحدة الاميركية إليزابيت ريتشارد ووفد امني من السفارة، المدير العام لقوى الأمن الداخلي (السابق) اللواء ابراهيم بصبوص ممثلا بقائد وحدة القوى السيارة بالوكالة العميد فادي الهاشم، إلى عدد من الضباط.
وألقت السفيرة ريتشارد كلمة قالت فيها: “على مدى عقود، كانت حكومة الولايات المتحدة داعما قويا لمؤسسات الدولة في لبنان، التي تمثل جميع اللبنانيين وتخضع لمساءلتهم. ان دعمنا الثابت للخدمات الامنية في لبنان يعكس على وجه الخصوص ادراكنا للدور الحاسم الذي تقومون به للامن على المدى الطويل والازدهار والاستقرار”.
اضافت: “اذا ذهبنا ابعد من المسؤوليات التقليدية للشرطة، تقوم قوى الامن الداخلي بلعب الدور الحيوي في حماية الديموقراطية في لبنان، لان المجتمعات لا تستطيع التركيز على واجباتهم المدنية، الا عند شعور المواطن بالامان. نحن نعتبر هذه الواجبات امرا مفروغا منه في بعض الاحيان، لكن ليس هناك من وجود لها في الدول التي هي أقل ديموقراطية: واجبات مثل التصويت، العمل جنبا إلى جنب مع الشرطة لضمان أن المجتمعات والأحياء آمنة”. واكدت ان “عمل وجهد قوى الامن الداخلي يؤثران على كفاحنا الاقليمي والعالمي المشترك ضد الارهاب والتطرف. أريدكم أن تدركوا أنكم لا تقفون وحدكم. نحن الولايات المتحدة نقف معكم في هذه المعركة. نحن ندعم مؤسسة قوى الامن الداخلي وضباطها ورجال الشرطة والشرطة النسائية”.
وتابعت: “منذ عام 2006، استثمرت السفارة الاميركية أكثر من 178 مليون دولار في قوى الامن الداخلي، وقامت بتدريب أكثر من 11400 مشارك في قوى الامن. أنا أعلم أن الكثير منكم هنا اليوم قد شارك في تدريبات تحت رعاية الولايات المتحدة، أو قد قام بتسهيل مشاركة الاخرين. وأنا أشكركم على ذلك”، موضحة ان “برنامج المساعدة على مكافحة الارهاب (ATA) الذي يقوم بإدارته مكتبنا للأمن الاقليمي، يوفر دعما أمنيا للبنان. ولقد تم إطلاق هذا البرنامج منذ عام 2006، وبفضل شراكتنا الجارية الثنائية والقوية، كبر هذا البرنامج ليصبح أحد أكثر البرامج نجاحا في العالم”.
واعلنت عن “تسليم معدات إلى قوى الامن الداخلي بقيمة مليون دولار تقريبا، قدمها برنامج المساعدة على مكافحة الارهاب. وهذه المعدات هي جزء من مجموعة من مواد تدريبية من خمس دورات قد تم اكمالها من قبل المشاركين اللبنانيين. وسوف تساعد هذه المعدات قوى الامن الداخلي على تأمين حدود لبنان وتوفير بيئة آمنة للعائلات وللأجيال المقبلة”.
واشارت الى “ان هذه المعدات التي جرى تسليمها اليوم، هي جزء واحد فقط من التزام أميركا الشامل بمؤسسات الدولة في لبنان. فيما يجري تطوير قوى الامن الداخلي وتوسيعها، سوف تتحول إلى قوة شرطة أكثر تمرسا وقدرة ومهنية ممثلة لجميع اللبنانيين ومسؤولة أمامهم”.
واردفت: “أود ان أغتنم هذه الفرصة للتعبير عن تقديري العميق للواء ابراهيم بصبوص وترحيبي الحار بالمدير العام الجديد اللواء عماد عثمان. لقد خدم اللواء بصبوص بلده لأكثر من 40 عاما، وقام بدعم وتعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية، وكان قائدا مخلصا قام بقيادة قوى الامن من خلال فترة مضطربة. ان قيادته وارشاداته قد نقلا قوى الامن الداخلي الى قوة شرطة حديثة ومحترفة. ونحن نشكره على شراكتنا القوية على جميع المستويات، وأعلم اننا جميعا في مكان أفضل نظرا لجهوده، وأتمنى للواء بصبوص وعائلته كل الخير في ما يبدأ رحلته المقبلة. للاسف لم يتمكن أن يكون معنا اليوم. وأنا أعلم انه مشغول جدا هذا الصباح، ولكن أردنا أن نتوقف لحظة لنشكره ونتمنى لأسرته كل الخير”.
وختمت: “أود ان اختم هنا بالتقدم بالشكر الى كل منكم على خدمتكم ومهنيتكم في مكافحة الارهاب وتعزيز سيادة القانون وضمان حقوق الانسان وكرامته والحفاظ على الاستقرار والامان. انني اشجعكم وقيادتكم على مواصلة جهودكم القوية. كونوا متأكدين أن حكومة الولايات المتحدة تبقى ملتزمة دعمكم طوال الطريق. شكرا”.
بعد ذلك، ألقى العميد الهاشم كلمة اللواء بصبوص، فقال: “يسعدني في هذا اليوم ان أقوم بتمثيل اللواء المدير العام لقوى الأمن الداخلي في ربوع ثكنة اللواء الشهيد وسام الحسن – الضبية، لنؤكد سوية على الصداقة المتينة وحسن العلاقات التي تربط الولايات المتحدة الاميركية بلبنان، وعلى اهتمام دولتكم بتطوير مؤسساتنا الامنية والعسكرية لمكافحة الارهاب والجريمة وحماية الاستقرار والسلم الأهلي. إن العلاقات الوطيدة بين بلدينا تترجم اليوم في هذا الحفل بتسلم هبة عينية نوعية مقدمة من دولتكم الكريمة لصالح المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، وهي معدات مختلفة ومخصصة لمواجهة مخاطر الاسلحة البيولوجية والكيميائية والنووية والاشعاعية والتي كنا نفتقدها حتى تاريخه، بالاضافة الى عتاد لكشف تهريب البشر والمخدرات والاسلحة والبضائع في المياه الاقليمية، وأعتدة لتعزيز حماية الحدود البرية ومراقبتها”.
اضاف: “إن حكومة الولايات المتحدة الاميركية لم تكتف حتى اليوم بتقديم الهبة المنوه عنها، بل سعت مشكورة الى تدريب مجموعة من السرية الخاصة – الفهود ومن شعبة المعلومات مسبقا على استعمال هذه الاعتدة من خلال دورات تدريبية جرت لهؤلاء في كل من الولايات المتحدة الاميركية والمملكة الاردنية الهاشمية ليكونوا على استعداد لمواجهة المخاطر الناجمة عن استعمال الاسلحة المذكورة وللتصدي للتهريب بمختلف أنواعه في البحر ولتفعيل الحماية على الحدود البرية”. ولفت الى ان “الموقع الجغرافي للبنان المحاذي لدول منطقة الشرق الاوسط التي تسودها الحروب والنزاعات الكبرى، بات يحتم زيادة قدراتنا العملانية واستثمار التقنيات الحديثة من خلال التعاون والتنسيق الدائم مع الدول المانحة والصديقة، وفي طليعتها الولايات المتحدة الاميركية، ومن خلال مكتب ATA في لبنان الذي يستمر بتطبيق برنامجه بالتنسيق معنا لدعم مؤسسة قوى الامن الداخلي وزيادة الامكانات اللوجستية والتدريبية لوحداتها ورفع مستوى الاداء المهني لضباطنا وعناصرنا في كافة المجالات”.
وختم: “مجددا أشكركم يا سعادة السفيرة وأشكر مدير مكتب ATA السيد أندرو جونسون وأعضاء المكتب والسيد جوزف شليطا على كافة الجهود التي بذلتموها بهدف المحافظة على الامن والاستقرار والسلام في لبنان”.