كتب بسّام أبو زيد:
تعلّق اليافطات وتطلق الزغاريد والأسهم النارية في لبنان عند كل تعيين، وأحيانا تطلق النار في الهواء للتعبير عن الفرحة بوصول أحدهم إلى مركز ما في هذه الجمهورية اللبنانية.
من حق الناس والعائلة والأصدقاء والمقربين أن يفرحوا، ومن حقنا أن نفرح أيضا ليس فقط بالتعيين بل بما سيليه من إنجازات مرتقبة تكون خيرا على لبنان واللبنانيين.
إن الدولة اللبنانية بما فيها من مناصب هي في خدمة الشعب اللبناني ومصالحه وحقوقه في مقابل واجبات تلزمه التقيد بالقوانين، وهذه المناصب تحكمها قواعد وأصول قانونية لممارسة المهام إضافة إلى أخلاق شخصية ومهنية يجب أن تتقدم على كل ما هو قانوني كي لا يستمر تعميم الاتهام بالفساد والرشوة واستغلال السلطة على كل من هو في الحكم وفي المناصب الرفيعة المستوى، علما أن هذا التعميم لم يكن جائزا في أي وقت من الأوقات باعتبار أن الدولة اللبنانية تحوي أيضا من هم من الشرفاء والملتزمون بالقانون والأخلاق.
وفي موازاة ذلك لا بد من أن ينتبه المواطن اللبناني إلى بعض الممارسات التي قد تشجع من لديه الجنوح للفساد في الدولة اللبنانية إلى استغلال حاجات المواطنين وتملقهم له فيغدقون عليه الهدايا العينية من سيغار إلى ساعات الى تحف إلى مجوهرات إلى سيارات، هذا عدا البحث والرمل والترابة إذا كان للمسؤول قطعة أرض يبني عليها منزلا متواضعا شبيها بالفيلات. ويبقى الأهم وهو الهدايا المالية وهي وفق درجات الوظيفة وأهمية القرار الذي يصدر عنها وهي تكون إما نقدا وإما شيكات وإما تحويلات وإما وهو الأهم الشراكة في صفقات المزايدة والمناقصة وترجيح كفة على أخرى.
سيذهب مفعول اليافطات، والأسهم النارية والشمبانيا والعصير وحلقات الدبكة والرقص، وسيبقى في نهاية سمعة ذاك المسؤول لا عند حاشيته بل عند عامة الناس ولاسيما اولئك “يلي ما عندن ضهر”.