أعلن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، خلال مؤتمر صحافي من معراب، عن ترشيح الدكتور فادي سعد للمقعد الماروني في منطقة البترون، وقال: “البترون لن تتغير ولا القوات ستتغير، فاللقاء مع منطقة البترون له نكهة خاصة منذ الـ1976 إلى اليوم المرحلة تغيرت والظروف تغيرت ولكن البترون لم تتغير وكذلك القوات لم ولن تتغيّر، البترون تظل البترون “وقت السلم الإيد لي بتعمر نحنا ووقت الخطر قوات.”
وأشار الى أنّ “وجود حكومة افضل من عدم وجودها، فالموازنة تُدرس لأول مرة منذ 12 سنة ولن نقر الموازنة الا مع الاصلاحات، يليها قانون الإنتخاب ووجودنا اليوم يأتي ضمن هذا السياق لأنه عاجلاً أم آجلاً سنصل إلى قانون إنتخابات”.
ورأى جعجع أنّ “هناك حدّين نعمل ضمنهما في موضوع الانتخابات، فالأول اننا لن نقبل الا بإجراء الانتخابات بينما الحد الثاني هو اقرار قانون جديد، فهذان الحدّان سيلتقيان وسنصل الى انتخابات نيابية جديدة، ونحن ننظم أوضاعنا الانتخابية الداخلية”.
واوضح انّ “النائب انطوان زهرا تمنّى ترك الندوة البرلمانية لإفساح المجال أمام الجيل الشاب، وحين اعلن زهرا نيته عدم الترشح بدأت الآلية الحزبية الداخلية لمعرفة المرشح البديل في البترون، وقد دعت الامانة العامة لاستشارات رسمية بحيث حصلت مناقشة بالعمق في الهيئة التنفيذية، وحصل شبه اجماع على رأي الاستشارات”.
واذ أعلن ان “الهيئة التنفيذية في القوات اتخذت قرارها بترشيح الدكتور فادي سعد في البترون”، أكّد جعجع انّه “بدءاً من هذه اللحظة بدأت الحملة الإنتخابية في البترون وقد انتهى دورنا وبدأ دوركم”.
ثم ألقى الدكتور سعد كلمة قال فيها: “بقدر ما حاولت إخفاء رهبة هذا الموقف اليوم، رهبة المسؤولية الملقاة على كتفيّ وأكتافكم، لم أنجح بذلك، لذا أود بدايةً أن أُشكر رئيس الحزب والهيئة التنفيذية على الثقة التي منحوني إياها بترشيحي عن المقعد النيابي في البترون، هذه الثقة التي سوف تحملُني مسؤولية كبيرة التي لا نستطيع إلا أن نكون على مستواها، كما أوجّه شكراً خاصاً الى رفيقنا النائب انطوان زهرا على كل تعبه وتضحياته، فأنا مواكب له منذ البداية وأعرف الصعوبات التي واجهته كل الوقت منذ تسلُّم مقعد نيابي في منطقة محرومة تاريخياً، تفتقر الى الإنماء والبنى التحتية، في ظل وضع سياسي محتدم، وفي ظروف امنية خطيرة كانت فيها الاغتيالات الخبز اليومي، وكانت القوات في بداية عودتها الى الساحة السياسية والحكيم كان لا يزال في المعتقل، وبالرغم من كل هذه الصعوبات استطاع رفيقنا طوني ملء فراغات عديدة على المستويين السياسي والانمائي دون شك، وشكّل ظاهرة إعلامية وعبّر خير تعبير عن مواقف الحزب على المستويات كافة وعلى كل المنابر”.
وأضاف: “أريد أن أشكر أيضاً كل الرفاق الذين سمّوني خلال الاستشارات لكي أكون أحد ممثلي الحزب في الندوة البرلمانية، وأريد أن أشكر تحديداً الرفاق الذين لم يُسمّوني لأنهم عبّروا عن رأيهم بصورة حضارية وأظهروا صورة بهية عن الديمقراطية والتنوع داخل حزبنا الذي يجسد قضية تاريخية لا يجب ولا في أي لحظة أن تغيب عن بالنا، وفي المحصلّة ان التنوع في الآراء والاختلاف بدون خلاف هما دليل صحة وعافية وعلامة فارقة تُميّز القوات اللبنانية عن الاحزاب التقليدية المعلبة والشمولية، كما أشكر كل الرفاق الحاضرين معنا اليوم الذين تكبدوا عناء المجيء من بعيد، واشكر أيضاً الذين لم يتمكنوا من أن يكونوا معنا اليوم ولكنهم حاضرون وجاهزون لنخوض سوياً هذه المعركة الانتخابية”.
وتوجّه سعد الى رئيس القوات، قائلاً: “باسمي وباسم رفاقي في البترون أقول ان البترون كالعادة لن تكون إلا عند حسن ظنك، فالبترون لم تقصّر ولا مرة في تقديم الغالي والرخيص في سبيل القضية، ففي كل المراحل لم تبخل لا بالعرق ولا بالدم ولا بالتضحيات كي تحافظ على لبنان الذي نعرفه وحتى لا تسمح لأحد تشويه صورته وتحويله الى كيان هجين، لا يشبهنا ولا يشبه تضحيات الذين سبقونا، ولا طموحات الاجيال التي ستأتي من بعدنا”.
وتابع: “لا اعتبر نفسي مرشح عائلتي أو ضيعتي أو مرشح وسط البترون، أنا أعتبر نفسي أنني أُمثل وأحمل همّ كل بتروني شريف مؤمن بممارسة سياسية وإنمائية متطورة بعيدة عن الممارسة التقليدية، وأعتبر أنني أمثل كل مؤمن بمشروع القوات اللبنانية وصولاً الى تحقيق كل أهدافنا على مستوى البترون وعلى مساحة الوطن”.
وأشار سعد الى “أننا سنخوض الانتخابات وفق برنامج واضح ومفصل، ينتخبنا الناس ويحاسبوننا على اساسه، فغداً يا رفاق هو نهار جديد، سوف نشمر عن سواعدنا صغاراً وكباراً، نساء ورجالاً من الساحل والوسط والجرد، يد واحدة ورؤية موحدة وفق برنامج واحد سوف نقدمه لأهلنا في البترون وسوف نعمل بدون تعب أو كلل لتحقيق كل احلامنا ، فمعاً يا رفاق قادرون على تحويل البترون الى منطقة نموذجية يتحد فيها السياسة والانماء والتنظيم”.
وختم: “هذه المنطقة الصامدة التي تمثل بحكم موقعها التاريخي والجغرافي بوابة الشمال وبوابة جبل لبنان تستحق منا كل التضحيات اللازمة حتى تستعيد موقعها على الخريطة سواء في التاريخ او في الجغرافيا، ولا تنسوا أخيراً أننا وقت السلم نحن اليد التي تبني… ووقت الخطر أكيد قوات”.