Site icon IMLebanon

وداعاً يارا… هناك لا ألم لا شقاء

 

لم تكن يارا مارون بدران طفلة عادية… نعم، كم هي صعبة كتابة “لم تكن”، فيارا الصغيرة التي ناضلت لسنوات منذ نهاية سنة 2014 حتى الامس القريب سلّمت روحها نحو رحاب أوسع تخلو من الاوجاع والآلام.

يارا التي تحولت مثالاً للكثيرين ممن يعانون من مرض السرطان بسبب إصرارها على الحياة والابتسامة والفرح والمحبة عاشت رحلة صعبة، أحيطت بدعم وحب لامتناهيَين من أبوين (الصحافي في قناة سكاي نيوز عربية مارون بدران وزوجته ريبيكا) قاما بالمستحيل من بيروت الى ابو ظبي فالولايات المتحدة في محاولة لتخليصها من شباك المرض الفتّاك فأثارت تعاطف الآلاف الذين صلوا أفراداً وجماعات وكتبوا الأدعية ورسائل الدعم على نيّتها…

 

الطفلة الجميلة بدأت جلجلتها مع نهاية سنة 2014، حيث ظهر المرض الخبيث في الغدة الكظرية حين كانت تبلغ من العمر 3 سنوات. أجريت ليارا جراحة لاستئصال الورم وخضعت لعلاج كيميائي في لبنان قبل استكمال العلاج في ابو ظبي، لكن القدر كان بالمرصاد فعاود المرض زيارته الغادرة الثانية للطفلة الصغيرة في الدماغ والرجلين هذه المرة فعادت من ابو ظبي الى بيروت لاجراء عملية جديدة والخضوع للعلاج. وبعد ان تمكنت بكل اصرار ونضال وامل على التغلب على الزائر الغادر مرة جديدة عاودها مرة ثالثة في مفاصل يديها ورجليها فتم نقلها الى مستشفى متخصص في مدينة لوس انجلوس الاميركية لتأمين افضل علاج إلا ان القدر كان له رأي آخر للأسف.

ابتسامة يارا شكلت علامة فارقة في رحلتها المضنية. هذه الابتسامة نفسها دفعت محبي يارا من معارفها ومن عرفوا قصتها عبر مواقع التواصل للتعبير عن حزنهم العميق وتعاطفهم ومواساتهم لوالدَي يارا وشقيقها الصغير إيلي…

صديق الوالد، الصحافي فادي مطر، شارك صورة للطفلة بفستان أبيض ملائكي وكتب: “مريم كفي البكاء، المسيح قام، حقاً قام …في ذكرى الملاك يارا بدران.. نحبك وصلي لأجلنا من فوق.. حتى نلتقي مجدداً”.

وذكر حساب بول ولارا نون وهما مؤسسا جمعية “Kids first” المعنية بالاطفال المصابين بمرض السرطان :”يارا…….. المسيح قام… سلميلي عشربل يا ملاكنا الزغير… هونيك ما في وجع… فوق فيكي تلعبي وترقصي وتغني… فوق الطفولة أجمل… فوق ما في سرطان… فوق صارت السما أكبر… والحياة بعيوننا أصغر… ما بقالنا غير صورك وصوتك Yaryourtiiiiiii: “يسوع أنت الهي”… “ها هي حياتي في يديك إفعل بها ما تريد”… يا رب… يا رب… فلتسترح نفسها بسلام… برحمة الله والسلام آمين… شربول… إجا مين يعبيلك الدني فوق…”

كما دون الصحافي وليد قرضاب: “#يارا الغفي ع زندها خيا الزغير وضلت تغني والدني حدا تطير.. وكل نجمة تبوح بسرارا .. يارا .. نفسك بالسما مع يسوع والقديسين يا ملاك .. بكرتي كتير بس هيدي ارادة ربنا . الله يرحمك”.

وكتب زميل والد يارا في قناة “سكاي نيوز عربية” الصحافي هيثم خوند: “الله معك يا زغيرة.. الى هناك حيث لا ألم ولا مرض ولا أحزان . ربنا يصبركم. المسيح قام”. كما دونت الصحافية رندا مرعي: “شو صغيرالحكي قدام كل الوجع اللي تحملتيه… يارا يا صغيرة كلنا تعلمنا منك ومن أمك وبيك كيف بيكون الصبر وشو يعني قوة بس يا يارا فراقك بدو صبر فوق الصبر وقوة فوق القوة الله يرحمك يا حلوة الحلوات وفراشة هالربيع”.

اما الاعلامية شانتال صليبا ابي خليل فكتبت ايضاً: “الوداع يؤلم اكثر عندما لا تكون القصة قد انتهت.. شكرا يا ملاك للساعة التي جلبتيها.. فلتطيري باجنحة سحرية.. فلترقدي بسلام يارا”. ودونت الاعلامية نبيلة عواد: “نيال السما بملاكا الجديد، ونيالك مارون شاركت الله بالخلق وقدرت تهدي السما هدية غالية! نحن ابناء القيامة، بعرف لو قد ما كان ايمانا كبير، الوجع بيتغلب على كل منطق! انت وريبيكا ابطال وعزاكم الاكبر انكم اديتوا الواجب بكل ايمان وحب! يارا اليوم عم تطير عم تلعب عم تخبر يسوع قدي انتو اهل مؤمنين ومثال يحتذى في لكل عيلة! المسيح قام! صليلنا يارا”.

 

وذكرت الصحافية كارول غلام جزيني: “يارا.. كوني بالسما بحضن العدرا.. هونيك ما في وجع وما في أدوية ومستشفيات.. يارا نيال السما فيكي ونيال الارض بإمّك وبيّك يللي خلونا كلنا كلنا كلنا نرجع نصلّي من قلبنا ونشوف أنو بالايمان حتى الوجع منشكر في ربنا! منشوفك يا صغيرة يا حلوة إنتي.. كوني ملاكنا”.

ربما الحياة ليست عادلة، لكن فوق في السماء، راحة وحب لا ينتهيان. وداعاً يارا.