تحقيق IMLebanon: اليونانيون في لبنان، جالية منسية في المجتمع اللبناني موجودة من مطلع القرن الماضي. هؤلاء لجأوا الى لبنان هربا من الفقر والجوع طامحين بتأسيس حياة جديدة في بلاد الغربة ليصبحوا جزءا من المجتمع، خصوصا أن لبنان في مطلع القرن الماضي كان بلدا جاذبا للاجئين والمغتربين وكان ملجأ الأقليات والمضطهدين ليجدوا الأمان والإستقرار فيه.
“Kalimera من بيروت” فيلم وثائقي مدته 34 دقيقة من إعداد وإنتاج الإعلامي في محطة الـmtv جورج عيد يتناول قصة يونانيي لبنان وتاريخهم ونضالهم وكيف لجأوا الى بلاد الارز.
الفيلم الوثائقي سيعرض في جامعة سيدة اللويزة “NDU” في زوق مصبح في قاعة عصام فارس الخميس 23 آذار وسيقدمه رئيس تحرير اخبار الـmtv الإعلامي وليد عبّود ويخرجه المخرج رواد جرمانوس.
فأي قضية يطرح الوثائقي وما الذي دفع عيد لخوض هذه التجربة؟ واين يونانيي لبنان اليوم؟
“جدّي هو السببّ!”
الإعلامي جورج عيد يؤكد أن هناك عدة أسباب دفعته للقيام بهذا الوثائقي وللتحدث مع الشعب اليوناني. ويقول لـIMLebanon: “جدي من ناحية والدتي يوناني وقام بتربيتي في صغري وتأثرت به كثيرا وتعلمت كل الثقافة اليونانية منه، وبعدما توفى منذ 16 عاماً وعدته بأنني لن أنسى كل ما اخبرني اياه عن عائلته، فكل رواياته لا تزال محفورة في ذهني خصوصا أنه أخبرني قصصا عن هجرة اليونانيين الى لبنان وكيف جاء الى لبنان عندما كان صغيرا وعاش في لبنان حتى وفاته، لذلك قررت أن اقوم بفيلم وثائقي يوئق كل تلك المرحلة وأسلط الضوء على تاريخ لبنان وكيف جاء اليونانيون الى هنا”.
ويوضح أنه اختار اسم “Kalimera من بيروت” عنوانا للوثائقي ليدمج بين اللغة العربية واليونانية ما يعني “مرحبا من بيروت”.
الاعلامي عيد يذكّر أن لبنان في مطلع القرن الماضي كان بلدا جاذبا للاجئين والمغتربين لانه كان من بين أرقى دول حوض الأبيض المتوسط، فكان ملجأ الأقليات والمضطهدين ليجدوا الأمان والإستقرار فيه وهذا حقيقي”، لافتاً الى ان “اليونانيين في لبنان جزء من التاريخ اللبناني حتى لو أن وجودهم قليل ولكنهم جزء من الموزاييك اللبناني وهم قطعة صغيرة من الأحجية المؤلفة من مختلف الحضارات”.
لا أهداف تجارية والإنتاج شخصي
“الفيلم الوثائقي لا أهداف تجارية له والغاية منه ليست دعائية او من أجل ربح المال، والأمر جاء كمبادرة فردية وانا لم أطلب المساعدة من احد بل قررت أن يكون عملي مستقلا وأنجزته بمفردي رغم انه مكلف فأنا تكفلت بكل مصاريف الانتاج، واردت إيصال قصة اليونانيين في لبنان”، يشرح عيد.
ويشير الى أن “هذا الفيلم الوثائقي صوّر في الخارج وفي لبنان هو أول وثائقي من نوعه يصوّر ويترجم الى اللغة اليونانية وأول وثائقي يتناول هذا الموضوع، مدته 34 دقيقة ومصوّر بتقنية الـHD، وأنا سافرت شخصيا الى اليونان سعيا وراء بعض الوثائق”.
ويكشف ان الوثائقي سيتضمن معلومات تعرض للمرة الأولى عن دور هؤلاء الرجال في لبنان، لان كثرا بنوا مؤسسات وتوظفوا في الدولة.
أما بالنسبة لأعداد اليونانيين الموجودين في لبنان يقول عيد، “لا إحصاءات رسمية تكشف العدد الرسمي لليونانيين ولكن حضورهم فعلي ولديهم وظائف كثيرة ومؤسسات في لبنان، وهناك ناد يوناني في لبنان يعرض ندوات وحفلات وسهرات خاصة يونانية”.
ويلفت الى أن “العائلات أصبحت مختلطة بين يونانية ولبنانية وموزعة في مختلف المناطق اللبنانية وبعضهم يسافر الى اليونان كثيرا وجزءا من عائلته وحياته هناك”.
ويلفت الى أن “الوثائقي سيتطرق أيضا الى هجرة السوريين واللبنانيين الى اليونان وغرقهم في البحر الأبيض المتوسط لأنه عندما قصد اليونانيون لبنان اجتازوا البحار وغرقوا ودخلوا الى بلادنا وإستقبلناهم”.
ويذكر عيد أن “محطة الـmtv ساعدته في وضع الترجمة باللغة اليونانية على الفيلم الوثائقي شاكراً المترجمة إيلينا سعادة لحود لانها الوحيدة في لبنان التي استطاعت ان تساعده بالترجمة الدقيقة لهذا العمل.