فاجأت تصريحات البطريرك الماروني بشارة الراعي المتحفظة على قتال “حزب الله” في سورية، وعلى شرعية سلاحه، مختلف الأوساط السياسية والحزبية، في لبنان، من حيث المضمون وكذلك التوقيت، وفي حين أيدت بعض الشخصيات حديث رأس الكنيسة المارونية عن الإحراج الذي أصاب لبنان بتورط الحزب في الحرب السورية، بمعزل عن رأي وإرادة الدولة، لزم حزب الله الصمت، فيما اقتصرت ردود الآخرين على الوشوشات والهمس وأحاديث التورية.
الجانب الفلسطيني في التصريح أثار حركة حماس، التي ربطت سلاح المخيمات بقرار العودة الى فلسطين، في حين أيد النائب نعمة الله أبي نصر، عضو تكتل التغيير والإصلاح موقف البطريرك من السلاح الفلسطيني، دون التطرق الى حزب الله.
وكشفت مصادر متابعة لصحيفة “الأنباء” الكويتية ان “سكاي نيوز” ـ عربي سجل الحديث مع البطريرك أثناء مشاركته في مؤتمر رؤساء الطوائف الإسلامية والمسيحية في الأزهر الشريف في القاهرة، منذ أسبوعين، وفي الفندق الذي كان ينزل فيه، كما سجل مقابلات مع شخصيات دينية اخرى، وأرجأت بثه الى التوقيت المناسب، والذي ربطته المصادر بجملة معطيات، مع تركيز ملحوظ على زيارة الرئيس ميشال عون الى الفاتيكان بعد غد الأربعاء، حيث سيلتقي البابا فرنسيس صباح الخميس، وقد جاء كلام البطريرك الاستباقي للزيارة، بمثابة وضع للنقاط على حروف الموقف المسيحي من المسائل الإقليمية المطروحة، بصرف النظر عن الموقف الرسمي.