ذكرت صحيفة “العرب” ان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يؤكد ان “حزب الله” حزب سياسي مع أسلحة، موجود في البرلمان والحكومة والإدارة، وذهب إلى حد القول أن الفلسطينيين هم الذين صنعوا الحرب في لبنان عام 1975.
لا تزال تصريحات البطريرك الراعي تلقي بظلالها على الساحة اللبنانية، خاصة وأن رجل الدين الماروني معروف عنه تجنبه التطرق للقضايا الخلافية مثل تدخل “حزب الله” في سوريا وأيضا الوجود الفلسطيني داخل لبنان.
ووجه البطريرك الماروني في حوار مع قناة “سكاي نيوز” العربية، أخيرا، انتقادات لاذعة لـ”حزب الله” الذي قال عنه إنه أحرج اللبنانيين وقسمهم بدخوله سوريا دون أن يقيم وزنا للدولة التي تبنت نهج “النأي بالنفس”.
وأكد الراعي أن “حزب الله” حزب سياسي مع أسلحة، موجود في البرلمان والحكومة والإدارة، وهناك مواطن يتساءل لماذا شريكي مسلح وأنا لا؟”، في انتقاد لسلاح الحزب.
ورغم التزام “حزب الله” الصمت حيال تصريحات الراعي، بيد أن أوساطا قريبة منه عبرت عن دهشتها لما قاله، واعتبرت أن ما جاء به لم يكن اعتباطيا، معربة عن مخاوفها من تلقيه معطيات من مراجع دولية كبرى تفيد بأن المرحلة المقبلة عنوانها “مواجهة الحزب”.
وتقول أوساط سياسية أخرى إن تصريحات الراعي هي رد غير مباشر على موقف الرئيس ميشال عون، الذي اعتبر أن سلاح “حزب الله” ضرورة في لبنان في ظل ضعف الجيش، وهو ما أثار استنكارا دوليا.
ومعلوم أن الكاردينال مارة بشارة بطرس الراعي، لم يكن على وفاق تام مع عون في عدد من المحطات، وأبرزها فترة الفراغ الرئاسي، حيث أبدى بكركي آنذاك تبرمه من طرق التعاطي العوني مع الأزمة.
واستقبلت عدة شخصيات وقوى لبنانية تصريحات الراعي الأخيرة بالتأييد، خاصة وأن تدخل “حزب الله” في سوريا، كان ولا يزال محل رفض من غالبية اللبنانيين، حتى من داخل حاضنته الشعبية، فضلا عن أن تمسكه بسلاحه يشكل تحديا كبيرا أمام الدولة، في ظل وجود قرارات دولية تطالب بسحب سلاح الميليشيات.