IMLebanon

التعاطي مع هواجس جنبلاط لم يلامس الجوهر

 

 

كتبت هيام عيد في صحيفة “الديار”:

ترتدي الذكرى الاربعون لاغتيال الزعيم كمال جنبلاط طابعا مختلفا هذا العام عن كل الاعوام السابقة وحتى خلال الحرب او بعد اتفاق الطائف او بعد العام 2005 وما تبعه من تطورات دراماتيكية في لبنان والمنطقة. فالاحتفال الذي أنهى الحزب التقدمي الاشتراكي الاستعداد له في الساعات الماضية، سيتخطى بدلالاته وأبعاده ومراميه، تقليد وضع رئيس»اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، وردة حمراء على ضريح والده الشهيد.وبحسب مصادر مسؤولة في الحزب التقدمي فإ           ن عنوان الاحتفال الجماهيري الحاشد في المختارة هو ابلاغ من يعنيهم الامر على الساحة الداخلية، بأن الخطوط الحمراء ما زالت قائمة خصوصا في الاستحقاقات الدستورية وفي مقدمها قانون الانتخاب. وبصرف النظر عن الحرص من قبل زعيم المختارة على الاحتفاظ باللهجة الهادئة والحازمة ازاء كل الطروحات الانتخابية، فقد أكدت هذه المصادر ان الموقف الفعلي ستعلنه الحشود الشعبية التي ستقول كلمتها مبايعة النائب جنبلاط، والذي بدوره سيتحدث عن الاولويات في المرحلة الراهنة وهي مصالحة الجبل والعيش المشترك والانفتاح على كل القوى السياسية والحزبية في الجبل والحفاظ على الخطاب الهادئ مع العهد وعلى الحوار مع كل المرجعيات على الساحة الداخلية للوصول الى تسوية انتخابية.

وفي هذا السياق، قالت المصادر نفسها ان المرحلة التي ستلي احتفال الاحد المقبل لن تشبه سابقتها على اكثر من صعيد على المستويين الدرزي الداخلي والسياسي الوطني. واضافت انه اذا كانت التحديات تقتضي المزيد من العمل والسعي مع الحلفاء لمواجهة الاستحقاقات الاتية، فإن المصادر الاشتراكية شددت على ان الذكرى الاربعين للزعيم الراحل، ستكون محطة تعلن خلالها المختارة كما الطائفة ان دورها ثابت رغم كل ما تتعرض له من استهدافات تحمل وجوها عديدة، وبخاصة ان اكثر من تطور قد نشأ على خط العلاقات الدرزية-الدرزية وأدى الى انقسام الاصوات فيها كما المواقف والتحالفات.

ومن هنا، وفي خضم الحديث عن الهواجس الجنبلاطية الانتخابية، فإن ليس كل ما يقال يعلن على هذا الصعيد كما كشفت المصادر الاشتراكية والتي وجدت ان التعاطي مع هذه الهواجس لم يلامس الجوهر بل اقتصر على التطمينات الكلامية، وذلك في الوقت الذي تبدو فيه القرارات المتخذة على صعيد الادارة دليلا على استهداف لدور المختارة بشكل مباشر وبشكل غير مباشر. وانطلاقا من هذا المشهد فان يوم الاحد المقبل محطة سترسم خطا فاصلا بين ما سبقها وما سيليها من مقاربات للاستحقاقات المقبلة علما ان الموقف النهائي من الصيغة الجديدة لقانون الانتخاب التي اعلنها الوزير جبران باسيل لن يتبلور قبل نهاية الاسبوع الجاري.

وفي سياق متصل أكدت المصادر نفسها ان النقاش المستجد حول ما أعلنه الوزير باسيل بالامس، يجري بين ممثلين عن «اللقاء الديموقراطي» و«التيار الوطني الحر»، وخصوصا المناخات لم تتحدد بعد مع العلم ان نواب «اللقاء» قد حرصوا على إضفاء طابع ايجابي للحوار الناشئ بينهما وذلك بصرف النظر عن بعض الاصداء السلبية التي سجلت لدى أوساط «التيار» خصوصا. وخلصت الى ان هذه المستجدات لا تلغي ان الاحتفال يوم الاحد المقبل في المختارة، سيكرس أمرا واقعا منذ سنوات في الجبل، وهو يرتكز على معادلة المصالحة والعودة من جهة والعلاقة الايجابية مع كل القوى السياسية والحزبية في الجبل واقليم الخروب من جهة اخرى مع التأكيد على ان النفوذ والحجم والدور، ثوابت وليست متغيرات.