قال اللواء أشرف ريفي إنّه “لا شك أننا إستبشرنا خيراً من الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية ميشال عون إلى المملكة العربية السعودية، إلا أنّ ما تخوَّفنا منه حدث، فكانت زيارة جيدة بالشكل وليس بالمضمون، فلقد نُسِفت بإشادة رئيس الجمهورية ببشار الأسد وبإعطائه غطاءً شرعياً لسلاح “حزب الله” الميليشياوي، ومن ثم أتحَفنا نصرالله بالمزيد من المواقف المتهجمة على المملكة والإمارات العربية المتحدة وبعض دول الخليج، زاعماً أنها في حلف مع إسرائيل. للأسف، هذه المواقف تنسف كل تقارب لبناني عربي، أو المساعي لتصحيح العلاقات اللبنانية ـ العربية، نحن اليوم في مشكلة جديدة مع العالم العربي والأمم المتحدة ودول الغرب والآتي أعظم، فلا المنظومة العربية ولا الغربية تسمح بأن يكون لبنان ساقطاً بين أيدي إيران أو حزب الله”.
وأضاف في حديث لصحيفة “اليوم” السعودية: “ليس من الطبيعي أن يهيمن “حزب الله” على لبنان وندور في الفلك الإيراني، ومن ثم نطالب العرب بالوقوف إلى جانبنا. لاشك أن معطيات الأرض لا توازن فيها، الا اننا لن نسمح لـ”حزب الله” بأن يضعنا في حالة أزمة مع عُمقنا العربي ومع السعودية والإمارات بشكلٍ خاص، وللدول الصديقة التي يسجل للتاريخ أنها لطالما وقفت الى جانب لبنان، ولا أقصد مالياً فقط، فالجميع يعلم أنها ضمانة لاستقرارنا وللعيش المشترك وأمان البلد، ولم يتعاملوا يوماً مع اللبنانيين كمذهب أو طائفة أو فريق أو جماعة، لا بل تعاملوا مع كل اللبنانيين من دون استثناء. فالحد الأدنى من العرفان بالجميل أن نكون على تواصلٍ طبيعي مع هذه الدول، ونحن نصّر على إقامة العلاقات الطبيعية مع كل الدول العربية وخاصة مع دول الخليج العربي وألا تشوبها أي شائبة، ولن نسمح بمجموعة هي أداة لإيران بزعزعة هذه العلاقة”.
وعن التحفظ السعودي على بند دعم لبنان في بيان جلسة مجلس جامعة الدول العربية، قال ريفي: “لم أستغرب الأمر فمواقف رئيس الجمهورية و”حزب الله” لا يمكن أن تنتج عنهما علاقات طبيعية مع الدول العربية أو مع الأمم المتحدة. فالسعودية قدمت للبنان الكثير دعمته إقتصادياً وسياسياً ومالياً في كل المحافل، إلا ان علاقتنا معها ليست محصورة بما قدمته للبنان لا بل نحن نعتبرها صديقاً تاريخياً لنا يضمن الإستقرار ويحرص على الدولة والعيش المشترك في لبنان. نحن على مسافة أيام من إنعقاد القمة العربية في عمان ونطالب الدولة اللبنانية بأن يكون لديها موقف واضح في إصرارها على التضامن مع الدول العربية وعلى حسن العلاقات والعلاقات الطبيعية مع كل الدول العربية.
وعن موقف “حزب الله” الساعي لزجّ لبنان في المشروع الإيراني، أجاب: “ليس فخراً لنصرالله أن يلعب دور الأداة لإيران في المنطقة وأن يتحوّل شبابنا وقودا للمشروع الإيراني، فنحن نرفض أي مسّ بالمملكة العربية السعودية والإمارات ودول الخليج العربي، فهم أصدقاء تاريخيون للبنان وسنبقى ندافع عن العلاقات اللبنانية ـ السعودية” .
وعن قراءته الأمنية في إمكانية أن يغامر “حزب الله” بمواجهة مع إسرائيل وأن يكون في سوريا والجنوب في آن واحد، أشار الى أنّ “حزب الله” يكابر كثيراً اليوم، ويبالغ في كبر حجمه من حزب محلي إلى إقليمي ولن تنفعه المكابرة حينما ينتهي دوره في سوريا ويسأله أهالي قتلاه عن أبنائهم الذين فقدوا حياتهم نتيجة لقراراته التي لم يَجنِ منها سوى الويلات. إمتلك هتلر أعظم جيش في العالم، إلا أنه عندما خرج من الحدود الألمانية كانت بداية النهاية، للطمع البشري والإستكبار الإنساني الذي يُفقد الإنسان المصداقية والواقعية. تنظر إيران الى رجال الحزب على أنهم مجرد أدوات لتنفيذ مشروعها، فلقد حوَّل “حزب الله” نفسه إلى أداةٍ لتنفيذ “الوهم الإيراني”، بإقامة دولةٍ توسعية متناسية أن زمن التوسعات قد ولَّى منذ زمن. لقد أخطأت إيران حينما أطاحت بحسن الجوار ونمت وعززت النزاعات المذهبية والقومية.
وعن الوضع اللبناني، أكّد أنّ هناك مطلبًا واضحًا أصبح عند كل السياديين في لبنان للتخلص من الطبقة السياسية الغارقة بالفساد، وأضاف: “سأخوض والمجتمع المدني الإنتخابات في كل منطقة بإمكاننا تشكيل نواة تغييرية للوضع القائم الذي لا يجب أن يستمر، فالفاسد لا يبني وطناً والفاسدون يأكلون الوطن. أحضِّر مع المجتمع المدني خطواتنا المستقبلية وسنترشح في كل منطقة لدينا فيها جمهور حاسم أو وازن في دائرة إنتخابية. أما إذا إعتُمد القانون النسبي فسنخوض الإنتخابات في كل الدوائر من دون إستثناء”.
وعن المعارضة اليوم، أشار إلى أن “الجمهور السيادي هو المعارضة الأساسية وجمهور قوى 14 آذار الذي لا يزال متمسكا بكل ثوابته ومبادئه، إلا أن بعض قياداته إنحرفت عن الثوابت. كل فريق يطرح القانون الذي يناسبه إن كان القانون “الأكثري” أم “النسبي” أو “المختلط”، فكثرة الطروحات من دون الوصول الى نتيجة هو مَضيعة للوقت ومحاولة منهم للقضاء على المعارضة، وأنا جاهز لخوض المعركة الإنتخابية ويجب أن تكون الإنتخابات الطريق لخدمة لبنان ـ العيش المشترك، لهذا لا بد من الاتفاق على قانون يؤمن العيش المشترك لجميع اللبنانيين”.
وعن إنقطاع “شعرة معاوية” بينه وبين الرئيس سعد الحريري، أوضح ريفي أن “كل مساراتي وتوجهاتي تنطلق من مبادئي ولن أَحيد عنها وكل إنسان يعود إلى ثوابتنا ومبادئنا نلتقي معه تلقائياً بمعزلٍ عن الموضوع الشخصي”.