أكد رئيس الجمهورية ميشال عون انه لا تزال هناك صعوبات في لبنان، في خلال الحرب، كانت الصعوبات تتمثل في المحافظة على لبنان مستقر وآمن، والحمد لله ان ما اصابنا كان خفيفا جدا بالنسبة الى ما اصاب المنطقة.
عون، وامام الجالية اللبنانية في روما، قال: “علينا اليوم حمل ثقيل جدا وهو النزوح الى لبنان الذي فاق خمسون في المئة من عديد الشعب اللبناني، وهو ما لا يستطيع اي بلد في العالم تحمله، مع آثاره الاقتصادية والامنية وكل ما هنالك من اعباء اضافية وخدمات. لكن الصعوبات لم تنته بعد، ونحن نعيش في منطقة مهدمة اقتصاديا، والاقتصاد العالمي لم ينهض بعد. اما ازمتنا الحالية فاستقرت نسبيا في الوقت الحالي لأن الدورة الاقتصادية انطلقت بعد الانتخابات الرئاسية، ولكن الازمات العالمية كما ازمات المحيط لا زالت تنعكس علينا. واليوم لدينا صعوبة انما ذلك لا يدخلنا في اليأس ويجعلنا نتشاءم، لأننا تطبعنا على رؤية الممكن دائما ممكنا، ولأن القضية هي قضية قرار وصمود وجهود اكبر من تلك التي يبذلها الانسان في الايام العادية. نحن اليوم بحاجة الى جهود اكبر لكني اطمئن جميع اللبنانيين الموجودين هنا وفي الخارج والاصدقاء الذين يكنون لنا المحبة، ان لبنان قائم وسيكون افضل مما هو الآن”.
واضاف: “إني آت الى هنا من بلد يطوقه الحديد والنار منذ ست سنوات. وبعد انسحاب السوريين في العام 2005، اعتقدنا ان السلام سيكون دائما في لبنان، وحاولنا ان نصنع هذا السلام داخل الوطن عبر الوحدة والوطنية، ومع الخارج من خلال العودة الى علاقات طبيعية معه. لكن للاسف، اندلعت الحروب الشرق – أوسطية وفي أفريقيا الشمالية، اسموها: الربيع العربي، وكانت جهنم العرب والمسيحيين والعالم، لأن كل العالم ذاق طعم الارهاب، ولم تسلم اميركا ولا اوروبا ولا الذين صنعوا هذه الحرب”.
وتابع: “من هذا المنطلق، بذلنا جهدا كبيرا في خلال السنوات الست الماضية، في ظل انقسام سياسي مع وضد ما يحصل، لأن التضليل الاعلامي حول هذه الحرب اعطاها معان مختلفة: فبالنسبة الى البعض، كانت حرب استقلال وحقوق انسان، وبالنسبة الى البعض الآخر، من الذين عرفوها منذ بدايتها، فهي كانت حرب ارهاب وتهديم. وبالفعل، ثبت تهديمها لكل المعالم التاريخية وللحضارات كما وللانسان بمعانيه كافة. انما يبدو في يومنا الحاضر أن الوضع آيل الى الشفاء ولكن هناك حاجة لجهد كبير”.
بعد ذلك، دون الرئيس عون في السجل الذهبي للمدرسة المارونية الكلمة التالية:
“منذ الفي سنة، زرعنا المسيح في المشرق بيادر قيامة. وفي روما، عاصمة الكثلكة، كبرت المدرسة المارونية بخريجيها من بطاركة واساقفة وكهنة وعلماء، صانعي النهضة والإصلاح وبناة جسور التلاقي بين الشرق والغرب على قيم الايمان والعلم والشهادة.
اليوم، ازورها مجددا وفي عقلي اسماء كثيرين، وفي قلبي دعاء ان يبقى اريج البخور القائم فيها، يعبق عطاء متزايدا على اسم لبنان، ليبقى وطن القداسة والحوار والاصالة والرسولية، درة الشرق وافق الغرب”.
ويغادر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون العاصمة الايطالية روما العاشرة بالتوقيت المحلي (الحادية عشرة بتوقيت بيروت) عائدا الى بيروت، بعد انتهاء الزيارة الرسمية التي قام بها الى حاضرة الفاتيكان والتي توجها بلقاء قداسة الحبر الاعظم البابا فرنسيس في القصر الرسولي قبل ظهر امس.