أنهت السلطات الكنسية في مدينة القدس الإستعدادات لحفل تدشين قبر المسيح في كنيسة القيامة بعد إعادة ترميمه بالكامل.
اعمال الترميم استغرقت 9 اشهر وبدأت في أيار من العام الماضي في المكان الذي تم فيه دفن المسيح، وفقا لما تم تحديده في اناجيل الرسل. وسيتم تدشين الموقع رسميا يوم الاربعاء 22 آذار في حفل يحضره مسؤولون سياسيون ودينيون من اليونان والاراضي المقدسة.
تشارك اليونان في هذه الاحتفالات لأنها اخذت على عاتقها تكليف خبراء يونانيون بإعادة بناء الضريح الذي استند لعقود على بنية معدنية بعد زلزال في اوائل القرن العشرين.
ونفذ فريق مكون من 50 خبيراً من الجامعة التقنية القومية في أثينا عملية الترميم الدقيقة، وقد رمم هذا الفريق من قبلُ معبد أكروبوليس في العاصمة اليونانية أثينا، ومتحف آيا صوفيا بإسطنبول. وكان معظم عملهم يُنجز في ساعات الليل، حتى يسمحوا للحجاج بالوصول إلى الضريح.
وكشفت اعمال الترميم والتنظيف عن التفاصيل الاصلية للضريح. كما تضمنت اعمال الترميم ايضا فتح قبر المسيح عبر ازاحة بلاطة الرخام التي تغطّي القبر للمرة الاولى منذ العام 1810 على اقل تقدير، عندما جرت اعمال ترميم اثر نشوب حريق في المكان. ويذكر انه أُعيد بناء الضريح من قبلُ 4 مرات.
وتكفلت الكنيسة الارثوذكسية والكنيسة الارمنية ورهبان الفرنسيسكان بتغطية تكاليف عملية الترميم التي وصلت الى ما يقارب الـ4 ملايين دولار اضافة الى مساهمات من القطاعين العام والخاص، منهم الملك عبد الله العاهل الأردني، والسلطة الفلسطينية، وميكا إرتيغون أرملة أحمد إرتيغون، الذي شارك في تأسيس شركة تسجيلات أتلانتيك الأميركية، والتي أسهمت وحدها بمبلغ 1.3 مليون دولار.
وكانت خلافات حصلت في الماضي بشأن توزيع المناطق والمسؤوليات عطّلت الترميم عقوداً من الزمان. وبسبب انعدام الثقة بين الطوائف المختلفة، تحمل مفاتيح الكنيسة عائلة مسلمة منذ القرن الثاني عشر.