بدأت دولة الإمارات مسيرتها نحو إطلاق أول مهمة إماراتية إلى المريخ، عندما قامت وكالة الإمارات للفضاء بتكليف مركز محمد بن راشد للفضاء بتصميم وتطوير مسبار استكشاف المريخ الذي يحمل اسم “مسبار الأمل”، لأنه يمثل آمال وأحلام الشباب العربي. ويعمل فريق المشروع على تطوير المسبار تمهيداً لإطلاقه إلى المريخ فيبلغه بحلول العام 2021 تزامناً مع الذكرى الخمسين لقيام دولة الإمارات.
ورفضت الحكومة الاستعانة بالتقنيات والخبرات الأجنبية التي تمتلكها برامج أو وكالات الفضاء الدولية المرموقة، مستعينة بفريق كامل من الكوادر الإماراتية، يتولى مسؤولية بناء المسبار الذي سيجري أول دراسة تشمل مناخ المريخ، واكتشاف العلاقة والتفاعل بين الطبقات العليا والسفلى لغلافه الجوي، وسرعة الرياح، والعواصف الغبارية وتراكمات السحب، وسوف تُرسل البيانات التي جمعها المسبار إلى الأرض ليقوم الفريق العلمي للمشروع بعد ذلك بفهرستها وتحليلها، ومشاركتها مع أكثر من مئتي جامعة ومؤسسة أبحاث عالمية في سبيل خدمة المجتمع العلمي الدولي وإثراء المعرفة الإنسانية.
ويعتبر مشروع “مسبار الأمل” إرثاً وطنياً وبداية لترسيخ قطاع تكنولوجيا الفضاء في دولة الإمارات، وسوف يكون إنجازاً جديداً يمهد الطريق نحو إطلاق المهمة المأهولة إلى المريخ التي تخطط دولة الإمارات لإطلاقها خلال المئة عام القادمة، وهو القرار الذي ألهم دول الخليج للمشاركة في سباق الفضاء العالمي.
ويعدّ توقيت إطلاق المسبار حاسماً للغاية، وهذا لأن مداري الأرض والمريخ يكونان في أقصى نقطة تقارب بينهما مرة واحدة فقط كل سنتين، وهذا يعني أن فريق المشروع سيكون أمامه مهلة ضيقة جداً في يوليو 2020 لإطلاق الصاروخ الذي يحمل المسبار على متنه. وسوف يستغرق المسبار سبعة أشهر كي يصل إلى وجهته، لكن لا يمكن التحكم بالمسبار بشكل آنيّ من المحطة الأرضية، لذلك سيكون على فريق المشروع المكوّن من أكثر من 100 مهندس إماراتي تصميم مسبار يستطيع خوض طريقه إلى المريخ باستخدام مجسّات تعقّب النجوم ودافعات لتوجيه المسبار، وهي تعتبر عملية معقدة ودقيقة للغاية، لذلك يحرص المصمّمون على أن تكون أدق التفاصيل مطابقة للمقاييس، لأن أيّ حساب خاطئ ستترتب عليه إضاعة المسبار مساره. ويأمل فريق المشروع أن يصل المسبار إلى مدار المريخ بنجاح ليعلن عن بداية عصر جديد لقطاع تكنولوجيا الفضاء في دولة الإمارات.