تعكس الأعمال الدعائية لتنظيم داعش المتشدد على منصات الإنترنت هذه الأيام، تغييرا جوهريا في المضامين، إذ باتت تركز في غالبيتها على الدعوة للقتال، بدل الترويج لـ”الحياة الرغيدة” في كنف التنظيم كما كان الحال قبل 3 سنوات.
ويعزو خبراء هذا التغيير في الخطاب الدعائي للتنظيم إلى تضييق الخناق على التنظيم في معاقله الرئيسية في سوريا والعراق، حيث فقد الكثير من المناطق التي كان يسيطر عليها.
ووفقا للمركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي، فقد نشر التنظيم في شباط 2015، 892 مادة دعائية (أشرطة فيديو وصور وتسجيلات صوتية ومقالات مكتوبة) عبر منصات عدة في الإنترنت.
في المقابل انخفض هذا الرقم إلى 570 مادة دعائية نشرها التنظيم في شهر شباط 2017، أي بمعدل انخفاض قدره 36 بالمئة، وفق بيانات المركز.
وتشير معطيات المركز إلى أن 53 بالمئة من المواد الدعائية التي أنتجها التنظيم في العام 2015، ركزت على صور لـ”الحياة الرغيدة” في المناطق التي يسيطر عليها، مقابل 39 بالمئة دعت إلى الانضمام للتنظيم من أجل القتال.
إلا أن هذه الصورة تغيرت هذا العام، لا سيما مع استمرار القوات العراقية في قتال التنظيم في الموصل، حيث تناولت 80 بالمئة من أعمال التنظيم الدعائية مسائل تحث على القتال في صفوفه، مقابل 14 بالمئة اكتفت بتقديم صورة جميلة للعيش في المناطق التي يسيطر عليها.
وبينما تعكس هذه الأرقام والنسب تغييرا في مضمون الرسائل التي يوجهها داعش من أجل تجنيد الشباب في صفوفه، فإنها لا تنفي استمراره في استخدام الإنترنت منصة رئيسية من أجل التجنيد.
لكن كمية المواد الدعائية ونوعيتها التي يبثها التنظيم في الإنترنت سجل في الآونة الأخيرة انخفاضا ملحوظا، لا سيما مع إغلاق تويتر وفايسبوك مئات الحسابات التي تدعو إلى العنف، وحذف يوتيوب آلاف الفيديوهات أيضا.