بعد إصرار “حزب الله” وحركة “أمل” على النسبية الكاملة في قانون الانتخاب، أبلغ “تيار المستقبل” و”القوات اللبنانية” من يعنيهم الأمر، أن أي توجه نحو النسبية الكاملة مرفوض ولا يمكن القبول به في الدوائر الانتخابية.
واوضحت مصادر مطلعة لصحيفة “السياسة” الكويتية إن “تيار المستقبل” و”القوات اللبنانية” يدركان جيداً أن “حزب الله” تحديداً ومن خلال تمسكه بالنسبية الكاملة، فإنه يريد أن يستحوذ مع حلفائه على حصة وازنة من المقاعد النيابية على مستوى لبنان، لا تقل عن أربعين نائباً، وهذا الأمر لن يتحقق له إلا من خلال إقرار قانون انتخابات قائم على النسبية، بعدما اقتنع أن القانون المختلط وإن كان يضعف “تيار المستقبل” خاصة، لكنه لا يضمن للثنائي الشيعي والحلفاء الحصول على نسبة المقاعد النيابية التي تخولهم الإمساك بقرار السلطة التشريعية.
وأضافت المصادر إن “تيار المستقبل” و”القوات اللبنانية” و”الحزب التقدمي الاشتراكي” يدركون تماماً ما يريده “حزب الله”، ولذلك فإن الرئيس سعد الحريري وسمير جعجع ووليد جنبلاط لا يمكن أن يقبلوا بمشروع الحزب عبر النسبية الذي يسمح له بوضع اليد على مجلس النواب، على طريق السير بالبلد إلى المؤتمر التأسيسي الذي أفصح حليف “حزب الله” النائب طلال أرسلان عن رغبة واضحة بالوصول إلى هذا الهدف، لأن الأمر واضح وهو تغيير النظام وتركيب نظام آخر يتماشى مع سياسة إيران وستراتيجيتها.
وأكدت معلومات لـ”السياسة”، أن “حزب الله” يحاول ممارسة ضغوطات على رئيس الجمهورية ميشال عون لدفعه إلى تبني مشروعه في النسبية الكاملة والتخلي عن أي توجه نحو القانون المختلط، في سياق سعي الحزب لدق إسفين بين “التيار الوطني الحر” وحليفه “القوات اللبنانية”، في الوقت الذي يعلم رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل، أن لا أحد من الأطراف السياسية، باستثناء “حزب الله” و”أمل” يمكن أن يقبل معه تبني النسبية الكاملة في أي مشروع انتخابي، وحتى لو بات الجميع أمام الفراغ المحتوم.