Site icon IMLebanon

أميركا تخشى فقدان التفوق الجوي على الصين

 

ذكرت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” أن روسيا استأنفت بيع أحدث الأسلحة إلى الصين، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة لم تعد تخفي قلقها إزاء تزايد التعاون العسكري بين البلدين.

وقالت الصحيفة: “في الكونغرس الأميركي قُدم تقرير، جرى الإعراب فيه عن القلق من تنامي العلاقات العسكرية بين الصين وروسيا. فقد بدأ الصينيون بالفعل بتلقي مقاتلات “سوخوي-35”. أما في عام 2018 فسيتم توريد منظومات الدفاع الجوي “إس-400″، كما جاء في التقرير. وهذه الأسلحة أكثر تطورا مما تستطيع الصين نفسها صنعه. وإن التعاون والتدريبات المشتركة مع روسيا ينمي القدرات القتالية للقوات المسلحة الصينية في حال نشوب صراع مع تايوان، أو حتى مع الأمريكيين إذا ما هرعوا لمساعدتها.

ولقد أعدت هذه الدراسة لجنة عينها الكونغرس لدراسة العلاقات بين روسيا والصين في مجال الاقتصاد والأمن. ولاحظت الدراسة أن الصين وروسيا أصبحتا تتقاربان تحت تأثير العوامل الجيوسياسية. وتوحدهما مناهضة زعامة الولايات المتحدة في آسيا والمحيط الهادئ. ولهذا، سوف تتعزز العلاقات العسكرية بين البلدين في السنوات المقبلة.

وذكرت “فايننشال تايمز” أن الصين تعتقد أن الولايات المتحدة تحاول الحد من توسعها في بحر الصين الجنوبي، وتهدد قواتها النووية عبر نشر منظومات صواريخ “ثاد” في كوريا الجنوبية، والتي تنوي دمجها بوحدات الدفاع الجوي الصاروخية المرابطة في البحر. وفي الواقع، فإن روسيا تشعر أيضا بالقلق. ولكن مشكلتها الرئيسة ـ هي في توسع الوجود العسكري للناتو في أوروبا. ولذا فإن روسيا في حالة العزلة الواقعية مع الغرب تضطر إلى الاستناد إلى الصين بشكل متزايد.

وقال التقرير إن موسكو استأنفت توريد التكنولوجيا العسكرية المتقدمة إلى الصين في العام الماضي، وذلك بعد حظر فعلي على هذه الصادرات العسكرية دام منذ عام 2006. ويكمن سبب الحظر هذا، وفقا للخبراء الروس، أن الصين اشترت من روسيا طائرات “سوخوي-27” ونسخت قطعها كافة، ورتبت إنتاجها محليا. بينما الآن، بحسب واضعي التقرير، فإن الصين وروسيا لم تستأنفا التعاون المشترك فقط، بل وطورتاه الى أعلى مستوى منذ عام 1989، حين أعيد تطبيع العلاقات بين البلدين.

وفي عام 2015، أكدت روسيا بيع ست كتائب “إس-400” حتى عام 2018 مقابل 3 مليارات دولار، وأن مقاتلات “سوخوي-35” الأربع الأولى من بين المقاتلات الـ 24، التي اتفق عليها، قد تم تسليمها الى الصين في كانون الأول من العام الماضي.

ومع ذلك، لا يميل الخبراء العسكريون الصينيون إلى رفع مستوى الارتباط العسكري مع روسيا إلى حد الدفاع المشترك. إذ إن الصين “تسعى فقط لتقليص مسافة التخلف التكنولوجي في هذا المجال أمام محاولات الولايات المتحدة تكريس تفوقها على الآخرين على امتداد جيل كامل من التكنولوجيا العسكرية”، – كما قال المحلل والضابط المتقاعد في الجيش الصيني يو غانغ.

بيد أنه وإضافة إلى التعاون التكنولوجي العسكري بين البلدين، يشير المراقبون الغربيون باستياء الى تزايد المناورات العسكرية المشتركة بين البلدين، ولا سيما أن القوات البحرية الروسية والصينية نفذت مناورات مشتركة في بحر الصين الجنوبي، عشية صدور قرار عن هيئة التحكيم في محكمة لاهاي، والذي يرفض مطالبة الصين بـ 90% من حوض هذا البحر.

إن المناورات العسكرية المشركة بين روسيا والصين في مجال الدفاع الصاروخي، والتي أُجريت في ربيع العام الماضي، شكلت عن حق مصدر قلق للاستراتيجيين العسكريين الأميركيين، ووجد ذلك انعكاسه في تقرير الكونغرس، الذي أشار إلى أن “بكين وموسكو تسعيان للتقليل من فعالية الدرع الصاروخية، التي تتحكم بها الولايات المتحدة”. وفي الوقت نفسه، تحدث الخبراء العسكريون الروس والصينيون عن إمكانية إنشاء نظام دفاع صاروخي مشترك.

ويخلص واضعو تقرير الكونغرس إلى السؤال – هل سينشأ تحالف عسكري بين روسيا والصين مماثل لتحالف الناتو، حيث يجب الالتزام بمبدأ الدفاع مشترك في حال شن حرب ضد واحد من عناصر هذا  التحالف؟ ويجيب التقرير: “بالكاد يمكن أن يحدث ذلك، بسبب وجود خلافات سياسية بين الدولتين”، – كما جاء في التقرير. وتؤكد صحة هذا الاستنتاج تصريحات قادة الدولتين، التي أشارت إلى غياب الضرورة لإنشاء مثل هذا التحالف.

ولكن، رئيس تحرير مجلة  Contemporary Southeast Asia في سنغافورة يان ستوري، يرى أن مقاومة الزعامة العالمية للولايات المتحدة، وعلاقة الصداقة الجيدة بين الرئيس الروسي والصيني سيكون لها دورها الفعال في تعزيز التعاون الاستراتيجي بين روسيا والصين، وخاصة أن هذا التعاون يستند إلى الوعي المترسخ لدى نطاق واسع من الجماهير، حول الظلم التاريخي الذي عانت منه كلتا القوتين.