قدم وزير الإعلام ملحم الرياشي درعاً تكريمية الى السفيرة والناشطة في مجال حقوق الانسان انطوانيت شاهين، في وزارة الاعلام، وقال: “شرف لنا جميعاً وشرف لي كوزير إعلام أن أكرم امراة اختصرت عذابات وطن بعذاباتها الشخصية، إمرأة حديدية، احترقت ورفضت ان تسحق، ولم يستطع احد ان يسحقها، امراة مثلت صورة لمقاومة عبر الأجيال، وهي بذاتها جسدت الاحتراق ورفضت الانسحاق”.
من جهته، قال وزير الدولة لشؤون المرأة جان اوغاسبيان: “شرف كبير لي ان أكون في حضرة سيدة اختصرت كل المقومات من أجل الحريات ومن أجل كرامة الانسان. من المهام الاساسية التي نقوم بها كوزارة لشؤون المرأة هي تقدير الاعتبارات والقدرات والامكانات على انواعها الموجودة لدى المرأة، لانّ هذه التضحيات العديدة التي تقدمها المرأة بشكل عام، وتتجسد اليوم بوجود انطوانيت شاهين معنا وهذه النضالات”.
وأضاف اوغاسبيان: “نحن في حاجة الى أن تكون معنا في اماكن صنع القرار في لبنان، ولذلك أتمنى لك كل الخير وانت نموذج في لبنان وخارجه، ونتمنى ان تكوني دائماً موجودة لتتابعي بنضالاتك وتكوني مثلا يحتذى للمرأة اللبنانية التي أعطت الديموقراطية من روحها ومن حياتها، وقد استشهد ضحايا من أجل الديموقراطية وشهداء سقطوا في ثورة الاستقلال من اجلها، ونحن مستمرون جميعا بهذه الطريق”.
ثم قدم الرياشي الدرع التكريمية لشاهين، وقال: “الى إمراة حديدية أبت إلا الدفاع عن الحقيقة وساهمت في إضاءة شمعة في سواد اظلم ليل وفي أعتى سجون، ولأعظم معتقل في التاريخ، ولأعظم سجين تم اعتقاله في التاريخ هو سمير جعجع، نكرم انطوانيت شاهين باسم وزارة الاعلام وباسم كل الحاضرين”.
ثم ألقت شاهين كلمة قالت فيها: “ما ينهمر من عيني هو دموع الفرح، وسأهديها الى كل إنسان عاش الظلم ليأخذ عبرة ان الحياة ستكمل، ولكل امرأة مسجونة، وأفتخر اليوم بأنني أكرم في وزارة الاعلام، وفرحتي هي فرحتان، الاولى ان من يكرمني هو وزير الاعلام ملحم الرياشي الذي يدل اسمه على الحوار، ولكل القلوب المغلقة والحاقدة الذي استطاع هو ان يفتحها وان يبيضها، وفرحتي الثانية انني أكرم في وزارة الاعلام، السلطة الرابعة التي بإمكانها ان تعمل المستحيل، فانا ابنة الصياد وابنة الخبازة ولي الشرف بذلك”.
وأضافت شاهين: “انا اكرم اليوم بعدما عينت سفيرة لحقوق الانسان والدولة الفرنسية منحتني الجنسية الشرفية، وهذا التكريم اليوم يعني لي الكثير، ولا انسى انّ العديد من الاعلاميين رشقوني بعبارات لا استحقها وكلماتهم كانت تطعنني من الداخل، وركضوا وراء المانشيتات الرنانة. ورغم كل شيء وقف عدد من الاعلاميين الى جانب الحقيقة والى جانبي، وهؤلاء سأوجه اليهم تحية كبيرة، لانه عندما تم توقيفي كان الظلم هو السائد، واشكر الجميع مع اهلي، واتعهد بإكمال المسيرة من دون تعب او كلل، في مجال حقوق الانسان، ومعكم ومع لبنان الذي نطمح اليه، لبنان الذي حلم به شارل مالك، وانا اريد ان اوجه كلمة الى امي المريضة والموجودة في الفراش: تعبت، وحاربت الظلم والظالمين، وانا اليوم بين احلى عالم، وسأقول لزوجي واولادي سنكمل سوياً الدرب للوصول الى لبنان القضية والحق”.