كتب علي ضاوي في صحيفة “الديار”:
التفجير المستمر والتوتير المقصود لمخيم عين الحلوة واستفحال ازمة التكفيريين والارهابيين والمطلوبين للدولة اللبنانية والقضاء بات معضلة تؤرق بال الدولة والحكومة ومجلس النواب والاجهزة الامنية والجيش. كما تُنذر بتفجير خطير وانتقال حريق عين الحلوة الى الجوار اللبناني وخصوصاً المحيط الصيداوي المتنوع سياسياً ومذهبياً وطائفياً. كما يُبدي كل من الرئيس نبيه بري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تخوفهما من استعمال المخيم ومطلوبيه وتحويله الى «مسمار جحا» في وجه المقاومة وتفجير الاستقرار في لعبة اقليمية – خليجية باتت مكشوفة وممجوجة. وخلال لقاءات رئيس كتلة فتح البرلمانية في فلسطين المحتلة وممثل «ابو مازن» عزام الاحمد مع بري وحزب الله ممثلاً برئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ومسؤول الملف الفلسطيني في الحزب النائب السابق حسن حب الله، سمع الاحمد كلاماً حاسماً من الثنائي الشيعي وخصوصاً من جانب حزب الله الذي أكد للاحمد ان المخيمات واستقرارها خط احمر، وهي تمثل للسيد نصرالله قطعة من فلسطين وجزءاً غالياً من لبنان وهي بأهمية حارة حريك والضاحية والجنوب والبقاع وكل بقعة وحبة تراب من لبنان. فحزب الله يعتبر المخيمات والقوى الفلسطينية جزءاً من المقاومة اللبنانية، فالهدف واحد والعدو واحد والقضية واحدة، وفلسطين عنوان اساسي وعريض ونهائي للمقاومتين، ومصير الشعبين اللبناني والفلسطيني واحد، والبندقية واحدة والدماء التي سالت من الطرفين خلال النضال وعلى طريق تحرير الجنوب وفلسطين واحدة ومقدسة وغالية. ولا يمكن القبول بالتفريط بها من اجل مشاريع مشبوهة او فتنوية او تكفيرية او لضرب النسيج المشترك والاستقرار في لبنان ومخيماته. وخلال اللقاءات المتكررة التي يعقدها الاحمد سمع من الدولة واجهزتها ان مسؤولية الامن في المخيمات هي مسؤولية فتح والفصائل الاخرى ولن يكون الجيش اللبناني او المقاومة جزء من اي تدخل عسكري او امني في عين الحلوة بأي شكل من الاشكال. وعلى فتح والفصائل ان تحسم امرها، فكما يجري في مخيمات الجنوب من الرشيدية الى البص وبرج الشمالي، تُسلم فتح والقوى الامنية الفلسطينية كل مطلوب بعد القاء القبض عليه الى الدولة اللبنانية وهو يجري دورياً وجرى منذ ايام عند القاء فتح القبض على مطلوبين للدولة وتسليمهما لمخابرات الجيش في ثكنة صور.
وتؤكد اوساط رفيعة المستوى وعلى علاقة بمباحثات الاحمد مع بري وحزب الله والدولة باجهزتها كافة، «نضوج» فكرة جديدة لحل ازمة مخيم عين الحلوة ولوقف نزيف الدماء الفلسطينية وحروب الآخرين العبثية على ارضه، فبعد اعلان فتح والقوى المشتركة عجزها او «عدم رغبتها» في الدخول باقتتال فلسطيني – فلسطيني ووجود حساسيات كبيرة بين «فتح» وحماس ودعم الاخيرة لبعض الاسلاميين «عقائدياً، تبين وجود صعوبة في حسم ازمة المربعات الامنية عسكرياً ولوجود مطلوبين وتكفيريين داخله تربطهم صلات قرابة مع الجزء الآخر من المخيم. كما ان العمل الامني المحدود او القاء القبض على المطلوبين بالقوة متعذر وفق القوى الفلسطينية. وتفيد الفكرة او الاقتراح بوساطة تقوم بها احدى الدول الخليجية التي «تحمي» وتدعم بعض المجموعات المتشددة مع «فتح» و«حماس» داخل عين الحلوة بالاضافة الى وجود قوى اسلامية في التحالف الفلسطيني، بالتحاور مع المطلوبين في المربعات من مجموعات الارهابي بلال بدر وبقايا «فتح الاسلام» ومن بايعوا «داعش» و«النصرة» من فلول الارهابي احمد الاسير بالاضافة الى الارهابيين شادي المولوي وفضل شاكر لتسليم انفسهم الى القضاء اللبناني ومحاكمتهم محاكمة شفافة وعادلة. واذا تعذر ذلك فترحيلهم الى خارج لبنان الى تركيا ومنها الى سوريا للالتحاق بالمجموعات التكفيرية هناك. وتؤكد الاوساط ان بري ونصرالله يدفعان ويحثان في اتجاه تسهيل الامر وايجاد المخرج اللائق لتنفيذ الاقتراح وتسييله عملياً مع حفظ «هيبة الدولة» وعدم المس بالاستقرار داخل عين الحلوة، وابقاء هذا الملف شماعة للتفجير المتكرر. وتشير الى ان هذا المقترح يلزمه بعض الوقت لتنفيذه ويجري التداول فيه حالياً في الدوائر الرسمية والامنية المعنية لتسييله في اقرب وقت ممكن وبما يضمن طي الملف وانسحابه على كل المطلوبين في كل المخيمات وخارجها.