يتوقّع أن تعلن القمة العربية التي ستنعقد غدا الأربعاء على الضفّة الأردنية من البحر الميت التمسّك بمبادرة السلام العربية التي أُقرت في قمة العام 2002. وكانت بيروت استضافت هذه القمّة التي خرجت بمشروع السلام العربي القائم على صفقة شاملة مع إسرائيل.
وذكرت مصادر عربية أن الهدف من إعادة تأكيد العرب في قمة عمّان تمسكهم بمبادرة السلام التي اقترحها العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز ، توجيه رسالة عربية إلى الإدارة الأميركية الجديدة.
وأوضحت هذه المصادر أن الهدف من الرسالة إقناع الرئيس دونالد ترامب بجدّية العرب في الوصول إلى السلام على أساس خيار الدولتين.
وذكر مسؤول عربي رفيع المستوى أن مثل هذه الرسالة العربية الموجّهة إلى الولايات المتحدة وليس إلى إسرائيل، يمكن أن تساعد في جعل ترامب يتراجع عن نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وهو ما وعد به في أثناء حملته الانتخابية.
وأشار إلى أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي سيزور واشنطن في الثالث والرابع من الشهر المقبل على أن يصل إلى العاصمة الأميركية في اليوم التالي لانتهاء زيارته الملك عبدالله الثاني. أمّا رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عبّاس، فيتوقع أن يكون لقاؤه مع ترامب في الخامس عشر من نيسان.
وقبل ثمان وأربعين ساعة من افتتاح القمّة، وصل إلى عمّان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز على رأس وفد كبير وذلك في زيارة للأردن مرتبطة بالعلاقات بين الرياض وعمّان.
ومن المتوقّع توقيع سلسلة من الاتفاقات السعودية ـ الأردنية خلال الزيارة وذلك في وقت يواجه الأردن أزمة اقتصادية حادة عائدة إلى تقلص المساعدات الخارجية، خصوصا المساعدات الخليجية.
وأوضحت مصادر أردنية أنّ ما يزيد من عمق هذه الأزمة وحدّتها وجود ما يزيد على مليون ونصف مليون لاجئ سوري في المملكة الهاشمية.
وقال مسؤول أردني إن في المدارس الأردنية وحدها نحو 170 ألف طالب سوري.
وتساءلت مصادر عربية في عمّان هل سيلتقي العاهل السعودي رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على هامش القمّة تتويجا لسلسلة لقاءات بين مسؤولي البلدين.
وشملت هذه اللقاءات زيارة قام بها لبغداد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ووفد من وزارة الخارجية العراقية إلى الرياض.
وذكرت هذه المصادر أن الكثير سيعتمد على مدى استعداد العبادي للذهاب بعيدا في إدانة التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية.
وقالت إن خطة الدفاع التي يعتمدها الوفد العراقي في الاجتماعات التمهيدية للقمة تستند إلى المطالبة بإدانة “التدخلات التركية في الشؤون العراقية”.
واعتبرت أن هذه الخطة العراقية موحى بها من إيران التي تعمل كلّ ما في وسعها للحؤول دون اتخاذ القمّة العربية موقفا واضحا من الميليشيات المذهبية التي تعمل لمصلحتها في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
وقال مراقبون إن قمة عمان تأتي في سياق الجدل حول مساعي الولايات المتحدة لبناء تحالف أميركي عربي قد يشمل تركيا، ويهدف إلى تطويق إيران ومنعها من إرباك الأمن الإقليمي عبر وكلاء محليين في اليمن وسوريا والعراق ولبنان والبحرين.
وأشاروا إلى أن القمة ستكون مطالبة بتحديد موقف من الخطوات المقطوعة إلى حد الآن نحو الحل السياسي في سوريا، فضلا عن مقعد سوريا في الجامعة العربية.