كشف المنسحبون من مقاتلي تنظيم “داعش” من عدد من القرى في الموصل شمالي العراق، عن تكتيكات نادرة في إدارة المعركة مع القوات العراقية، من بينها استخدام بيوت قروية مراكز للقيادة ومنشآت مدينة لصناعة القنابل.
واشاروا الى ان التنظيم استخدم قرية بادوش المهجورة، الواقعة على نهر دجلة، مركزا متقدما لإدارة عملياتهم للدفاع عن معقلهم في مدينة الموصل القريبة.
وفي هذا السياق، قال المقدم علي جاسم، من الفرقة المدرعة التاسعة: ” إن بادوش هي نقطة البداية لطريق الإمداد من غرب الموصل إلى تلعفر وباتجاه سوريا”، حيث سيضطر التنظيم قريبا للدفاع عن معقله في مدينة الرقة.
في المقابل، أوضح المنسحبون أن جثث القتلى من مقاتلي التنظيم انتشرت على امتداد طريق من بيت كانوا يستخدمونه مركز قيادة في هذه القرية حتى ضفة النهر، بينما تصاعدت منها روائح تزكم الأنوف.
وأضافوا: “ما إن تنتهي العمليات في الموصل، ستحتاج القوات العراقية لاستعادة مراكز ريفية مثل بادوش وتطهيرها وهي تتحرك غربا في اتجاه الحدود السورية، والهدف التالي وهو مدينة تلعفر الخاضعة لسيطرة التنظيم.”
وتتضح الأهمية الاستراتيجية لمواقع مثل بادوش مما تركه مقاتلو التنظيم وراءهم وهم ينسحبون، إذ تشغل حجرة المعيشة بكاملها في البيت المجاور للنهر خريطة حربية كبيرة ثلاثية الأبعاد للمنطقة صنعت من التراب والعصي والخيوط.
ويذكر مسؤول عسكري، أنه في الحديقة الصغيرة الملحقة بالبيت فتحة عمودية عميقة تؤدي إلى نفق تحت الأرض، ويمتد قرابة 1.6 كيلومتر، وكان يستخدم في نقل الإمدادات أو المقاتلين حتى لا ينكشف أمرهم.