اكدت اوساط دبلوماسية في بيروت لصحيفة «للديار» ان الساعات القليلة الماضية كشفت عن تضخيم مقصود من بعض الجهات اللبنانية لحجم «الغضب» الخليجي من مواقف رئيس الجمهورية ميشال عون من سلاح حزب الله، وتبين من خلال تمرير قرار التضامن مع لبنان الذي صدر بالاجماع في الاعمال التحضيرية لوزراء خارجية جامعة الدول العربية، وتحفظ لبنان على البنود التي تصنف حزب الله منظمة ارهابية في القرار الذي يدين التدخل الايراني بالشؤون الداخلية للدول العربية… ان «الفريق» السعودي في الجامعة يتفهم الموقف اللبناني وليس في وارد تصعيد الموقف على الساحة اللبنانية، لان اولوياته في ساحات اخرى في المنطقة..وقد يستفيد لبنان من اعتماد المجلس العربي الاقتصادي المشترك في اجتماعه التحضيري، الورقة الأردنية التي ستطالب ضمنيا الدول العربية بتوفير «مساعدات مالية» للدول المتضررة من أزمة اللجوء السوري…
وبحسب اوساط سياسية في بيروت، اذا كان الرئيس ميشال عون واضح في ما سيحمله معه الى القمة، لجهة ضرورة وقف الحرب في سوريا ووحدة الاراضي السورية، ومحورية القضية الفلسطينية، فان الرئيس الحريري الذي يتوجه الى مؤتمر بروكسل الاسبوع المقبل لعرض خطة لبنان لمواجهة اعباء النزوح السوري وطلب الدعم الدولي لها، يرافق رئيس الجمهورية اهداف اخرى ترتبط اولا واخيرا بتوطيد علاقته مع السعودية، حيث يسعى الى تأمين مواعيد جانبية على هامش القمة مع الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، رغبة منه في فتح «ابواب» السعودية امامه…
ويبقى ثمة «قطبة مخفية» واستحقاق قد يكون داهما، سيواجه لبنان بعد القمة يرتبط بالملف الفلسطيني، فعلى الرغم من الاعلان الرسمي من قبل الحكومة الفلسطينية بإنه «لا يوجد أي نية لتعديل أي بند من بنود مبادرة السلام العربية»، فان الخامس عشر من نيسان المقبل سيشهد لقاءا بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب والرئيس محمود عباس، يبدو استبدال الإطار الدولي المستند للقوانين والقرارات الدولية بإطار إقليمي بهدف تمرير خطة نتنياهو للتطبيع مع الدول العربية، اولوية لدى واشنطن وعلى «الاجندة» السعودية، التي قد لا تطرحها على جدول اعمال القمة، ولكن ستكون حاضرة على هامشها، الحراك السعودي المفترض يشمل تعديلات على المبادرة العربية، واشنطن تريد ان تدفع العرب للقبول بتسوية اقليمية قبل الحل النهائي، سيجد الفلسطينيون انفسهم عاجزين عن فعل اي شيء، وكذلك سيجد لبنان نفسه عاجزا ايضا في ملف اللاجئين… لكن لا بد له من اتخاذ موقف واضح صريح عندما تنضج هذه التسوية… وهو مشروع «مشكل» مؤجل حيث لا يمكن تدوير الزوايا فيه…