اشارت صحيفة «الأخبار» الى أنَّ أزمة مستجدة عشية القمة العربية برزت إلى السطح، بعدما تبين أنَّ الرؤساء السابقين أمين الجميِّل وميشال سليمان وفؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتمام سلام، عقدوا لقاءً نتج منه البعث برسالة إلى رئيس القمة العربية، تتضمن مواقف سلبية من حزب الله.
وحسب المعلومات، فإنَّ الرسالة المكتوبة في ثلاث صفحات، التي تحمل تواقيع المجتمعين على كل واحدة من الصفحات الثلاث، تؤكد «احترام لبنان الإجماع العربي الصادر عن مؤتمرات القمة العربية»، وأنَّ «لبنان غير موافق على تدخل حزب الله في سوريا أو في العراق واليمن».
وعاد الرؤساء إلى «اللغة الخشبية» للرئيس السابق للجمهورية ميشال سليمان، لجهة التذكير ببيان بعبدا وبسياسة النأي بالنفس. وكان لافتاً عدم ذكر البيان للعدوانية الإسرائيلية، ولا للمطامع الإسرائيلية المعلنة بالغاز والنفط اللبنانيين، ولا للخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، ولا للاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ لبنانية، إذ اكتفى بالمطالبة بالتضامن مع موقف لبنان تجاه إسرائيل. وبطبيعة الحال، لم يأتِ الرؤساء السابقون على ذكر التهديد الإرهابي للبنان، متجاهلين وجود أراضٍ لبنانية محتلة من قبل تنظيمات إرهابية في جرود عرسال. وتكاد الرسالة «الرئاسية» تحصر مشكلات لبنان بوجود ما تصفه بـ«السلاح غير الشرعي».
واستغربت مراجع رئاسية كيفية حصول هذا الأمر، خصوصاً أنَّ القمة العربية تشهد موقفاً لبنانياً موحداً للمرة الأولى منذ سنوات، يتجلى بحضور الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري في اجتماع القمة في الأردن غداً. وقد عبّر الرئيس نبيه برّي، أمام زواره أمس، عن استيائه الشديد من البيان، معتبراً أنه يستهدف وحدة الموقف اللبناني، وخاصة لجهة «الحرتقة» على رئيس الجمهورية الذي سيلتقي الأمين العام للأمم المتحدة في الأردن، على هامش القمة.
وتوقّفت مصادر سياسية عند كون هذه الرسالة تلاقي الاحتجاجات الإسرائيلية على موقف الرئيس ميشال عون من المقاومة، والكتب التي بعثت بها حكومة العدو إلى الأمم المتحدة. وحسب المصادر، فإنَّ الخطوة جاءت بضغط من السعودية، التي تخشى موقفاً للرئيس عون في خلال مؤتمر القمة، يكون شبيهاً لما سبق أن أعلنه عن حاجة لبنان إلى سلاح حزب الله، إضافة إلى الموقف الرافض للانخراط في المحاور القائمة في الإقليم. وقالت إنَّ الخطوة تبدو غريبة جداً، إذ إنَّ هناك رؤساء سابقين لم يُستشاروا، مثل الرؤساء إميل لحود وحسين الحسيني وسليم الحص.
ولم تُعرف حقيقة موقف الرئيس سعد الحريري من الرسالة. ففيما تردد أنه حضر لقاء «الرؤساء السابقين» وأيّد موقفهم، لكن من دون التوقيع على الرسالة، نفت مصادر رسمية ذلك، لافتة إلى أنَّ الحريري لن يشارك في التشويش على موقف عون الذي سيلقي كلمة لبنان في الأردن غداً.