لا تزال اخبار تعرّض الباصات المدرسية لحوادث سير في مختلف المناطق اللبنانية مستمرة حيث انه رغم القوانين والاجراءات والحملات التوعوية، لا تزال القيادة في لبنان خطر نواجهه يوميا بسبب تهور بعض السائقين وعدم الإلتزام بقوانين السير الموضوعة لحمايتنا.
المشكلة الأساسية التي تطرح اليوم هي تأمين سلامة نقل طلاب المدارس من وإلى منازلهم، فهؤلاء الطلاب معرضون للخطر بسبب انتشار السائقين المتهورين بالإضافة الى فقدان ثقافة السلامة المرورية من دون أن ننسى انتشار الباصات التي لا تتمتع بالمعايير الدولية التي تحمي الطلاب خلال تنقلهم.
لذلك قرر المجلس الوطني للسلامة المرورية ومبادرة عيش لبنان ـ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP إطلاق حملة وطنية لتعزيز سلامة النقل المدرسي تحت عنوان “#حقي_أوصل”.
فما أهمية تلك الحملة وما هي أهدافها وهل ستلتزم بها المدارس؟
سعي لتعزيز سلامة النقل المدرسي
مدير الأكاديمية اللبنانية الدولية للسلامة المرورية كامل إبراهيم يؤكد في حديث لـIMlebanon أن “أهمية هذه الحملة تمكن في إلقاء الضوء على مسألة التنقل المدرسي وكيفية التعاطي مع هذا الملف خصوصا أنه موجه بشكل اساسي لادارات المدارس والادارات المعنية في الدولة اللبنانية لكي يقوموا بواجباتهم بالشكل الصحيح من أجل تعزيز سلامة النقل المدرسي، لان اي حادث ممكن ان يحصل على الطريق ومرتبط بالطلاب ممكن ان يؤدي الى كارثة”.
ويؤكد ان “الحملة تستهدف كيفية تنقل الطلاب ليس فقط من خلال التنقل بالباص المدرسي لان هناك عددا كبيرا من الطلاب الذين يتنقلون سيرا على الاقدام او ينتظرون اولياء امرهم، أو حتى في باصات خاصة لا تملكها المدارس، فنحن نرى ما هي الجوانب المختلفة التي تواجه الطلاب، لذلك علينا تأمين ممرات آمنة للطلاب في حال كانوا يتنقلون سيرا على الاقدام، وفي حال كانوا يتنقلون بالباص فهناك مواصفات يجب ان يتمتع بها الباص، وإذا كانوا مع الاهل فيجب ان يجلس الطالب في الخلف ويضع حزام الأمان، لذلك كل الامور مرتبطة ايضا بتطبيق قانون السير والإلتزام به وتعزيز ثقافة السلامة المرورية من خلال الإضاءة على هذه الملفات الاساسية التي تحمي الطلاب اثناء التنقل”.
إطلاق باص نموذجي…
ويكشف إبراهيم عن أن “الحفل سيشهد إطلاقا لباص نموذجي لتحديد المواصفات والمعايير الدولية للباصات التي يجب ان تشتريها المدارس خصوصا أن هذه المعايير وضعت في قانون السير الجديد، ومن ضمنها وجود مخرج خاص للطوارئ بالإضافة الى أحزمة أمان على المقاعد وغيرها من الامور”، معتبراً ان “هذا الامر سيفتح الباب امام المدارس لكي تختار الباص الافضل لحماية الطلاب ويتمتع بمواصفات السلامة العامة، إلا أن هذا الامر لا يمكن ان يحصل إذا لا تضع المدارس هذا الامر على سلّم اولوياتها”.
هذا بالنسبة الى المدارس، لكن ايضاً هناك مسؤولية حسب ابراهيم تقع على عاتق السائقين الذين ينقلون الطلاب خصوصا ان معظم السائقين في السنوات الـ20 الأخيرة نالوا رخص القيادة بطريقة لا تستوفي شروط المعايير الدولية. ويرى ان “هذا الامر لا ينطبق فقط على سائقي الباصات، ولكن هؤلاء امام مسؤولية كبيرة لانهم ينقلون الارواح معهم ويجب ان يكونوا ملتزمين بمعايير محددة، لذلك علينا تأمين التدريب اللازم لهم وأن يتمتعوا بالمهارات الكافية لعدم تعريض الطلاب لاي خطر”.
ويشدد ايضا على “وجوب خلق محيط آمن حول المدارس لدى خروج ودخول الطلاب، وهذا يتم عبر وضع مطبات امام مداخل المدارس لتخفيف سرعة السائقين، بالإضافة الى إنشاء أرصفة خاصة بالطلاب لكي يتنقلوا بطريقة آمنة، فهذا الامر حلقة متكاملة يجب العمل على كل نقاطها للحفاظ على سلامة اولادنا”.
مشكلة الباصات الخاصة
ويوضح إبراهيم أن “هناك مشكلة نواجهها وهي ان بعض الأهالي يفضلون التعاقد مع باصات خاصة لنقل اولادهم لانها أوفر من النقل المدرسي، وهنا علينا مراقبة هؤلاء السائقين والتأكد من معايير الباصات خصوصا إذا كان يتخطى السعة القصوى للركاب لان هذا الامر سيعرض سلامة الاطفال للخطر، وعلينا التأكد أيضا من كل الشروط قبل وضع اولادنا بعهدة هؤلاء السائقين خصوصا أن عددا كبيرا من الحوادث التي حصلت يكون الباص إما غير قانوني أو أنقاض أو ان السائق لا يملك رخصة قيادة باص”.
ويلفت الى ان “الباص النموذجي الذي سيتم إطلاقه خلال الحملة سيتنقل بين المدارس للقيام بالتوعية اللازمة للإدارات وشرح المعايير اللازمة التي يجب ان يتمتع بها الباص المدرسي ليكون آمنا، وسنطلب من المدارس إنشاء إدارة خاصة بالسلامة المرورية تشمل كل التفاصيل الضرورية”.