ذكرت صحيفة “العرب” ان زيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري للسعودية ارتدت “أهمّية خاصة”، استنادا إلى مسؤول عربي شارك في القمّة العربية.
وأوضح المسؤول أن الزيارة “مهمّة” في ضوء الظروف التي أحاطت بها من جهة وتطورات الوضع اللبناني من جهة أخرى.
وهذه أول زيارة رسمية معلنة للحريري حيث تواجه شركة “سعودي-أوجيه” مصاعب مالية كبيرة في مشاريعها داخل السعودية.
وتمثل زيارة الحريري عودة مهمة له إلى المملكة بعد غياب طويل إثر مصاعب مالية واجهتها “سعودي-أوجيه” أجبرتها على الاستغناء عن خدمات المئات من الموظفين والعاملين لديها في السعودية، ما انعكس سلبا على المؤسسات التي يملكها في لبنان.
وكان ملفتا أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز اصطحب الحريري معه إلى الرياض في طائرته الخاصة. وهذا أمر يحدث نادرا. وسبق الزيارة ترديد العاهل السعودي أمام بعض الشخصيات التي التقاها أن سعد “ابننا” وذلك خلال وجوده في الأردن قبل انعقاد القمّة العربية وفي أثنائها.
وجاءت الزيارة للتفريق بين العلاقة برئيس مجلس الوزراء كشخص والعلاقة الأخرى بلبنان كدولة عربية تمارس فيها إيران نفوذا كبيرا.
ولاحظ الديبلوماسيون، الذين كانوا موجودين في البحر الميّت في أثناء انعقاد القمّة العربية، أنّ الملك سلمان تفادى استقبال الرئيس اللبناني ميشال عون، ولو لمدّة قصيرة، وذلك لإظهار امتعاضه من تصريحات عون في شأن سلاح “حزب الله” والتكامل بين الجيش اللبناني و”المقاومة”.
ولم يلتق العاهل السعودي عون، على الرغم من أن لبنان انضمّ إلى الدول العربية التي نددت بالتدخلات الإيرانية في الشؤون العربية.
وذكر هؤلاء الديبلوماسيون أنه ليس مستبعدا أن تعيّن السعودية سفيرا جديدا لها في بيروت قبل نهاية الشهر المقبل.
لكنها شددت في الوقت ذاته على أنّ لزيارة الحريري للرياض أهمّية خاصة تعود إلى أنه لا يزال الورقة السنّية الأهمّ في لبنان. ولن يتخلى السعوديون عن أوراقهم الأخرى في لبنان. لكن سعد الحريري يبقى الورقة الأقوى في غياب بديل منه.
ولا بدّ من التفريق بين الأزمة المالية الشخصية للحريري وبين المال السياسي السعودي في لبنان. وهذا يعني في طبيعة الحال أن أي مال سياسي سعودي سينفق بإشراف سعودي مباشر وبشفافية وإن كان ذلك عن طريق “تيّار المستقبل” والهيئات التابعة له.
وتقف السعودية مع الحريري بدليل أن زيارته بدأت بلقاء مع الأمير محمّد بن نايف وليّ العهد الذي تردّد أنّه كانت لديه في الماضي تحفّظات عن الرجل جعلته يبحث عن بدائل منه.
ويتوقع أن تتخذ السعودية خطوات عملية في ما يتعلّق بلبنان، بدليل طول جلسة المحادثات بين رئيس مجلس الوزراء اللبناني والأمير محمد بن سلمان وليّ وليّ العهد السعودي.
وكانت جلسة المحادثات بينهما شملت أمورا كثيرة من بينها الوضع الشخصي لسعد الحريري، من الناحية المالية، والوضع اللبناني عموما وكيفية الحؤول دون سقوط البلد نهائيا في يد “حزب الله”، أي إيران.
وغذت مصاعب الحريري المالية تراجع اهتمام السعودية بلبنان الذي كانت تأخذ عليه خضوعه لإرادة “حزب الله”، بعدما كانت تضخ أموالا ومساعدات على نطاق واسع لهذا البلد ولحلفائها، وعلى رأسهم الحريري.