بقلم بسام أبو زيد
لا اعتقد ان أحدا في لبنان لا يريد الدولة القوية.
لا أعتقد أن أحدا في لبنان لا يريد أن يبسط الجيش اللبناني سلطته على كل شبر من الأرض اللبنانية.
لا أعتقد أن أحدا في لبنان لا يريد تطبيق اتفاق الطائف.
لا أعتقد أن أحدا في لبنان لا يريد تطبيق القرار 1701.
لا أعتقد أن أحدا في لبنان يريد الحرب في الداخل أم عبر الحدود.
لا أعتقد أن أحدا في لبنان يريد أن يزج البلد بصراعات المنطقة ونحن من رفع شعار النأي بالنفس.
لا أعتقد أن أحدا في لبنان لا يريد الهدوء والاستقرار في الدول العربية الشقيقة.
لا أعتقد أن أحدا في لبنان لا يريد للبنان السلام والأمن والاستقرار والبحبوحة والمساواة بين المواطنين أمام الدولة والقانونِ
ولا أعتقد أن كل ما تقدم هو كلام أميركي أو إسرائيلي أو سعودي، لا بل إنه كلام لبناني مئة في المئة.
إن أخطر ما يضرب النسيج الوطني اللبناني هو أن يصبح تأييد الدولة وسلاحها وسلطتها تهمة خيانة تطلق من قبل جزء من اللبنانيين ضد الجزء الآخر وكأن هناك من يقول بأنه لا يريد دولة ولا جيشا ولا دستورا ولا مؤسسات، فماذا نريد إذا؟
لقد عانى لبنان منذ انفصاله عن السلطة الفرنسية وقيام ما يعرف بالدولة اللبنانية من عدم وجود سلطة فعلية للدولة تحزم أمرها في الأمور السياسية والأمنية، فعاش اللبنانيون تحت مظلة الأمن بالتراضي حتى مع الغرباء الذين حملوا السلاح داخل لبنان وقاتلوا اللبنانيين تحت شعارات مختلفة تخلوا عنها هم في النهاية. والمستغرب أن اللبنانيين لم يأخذوا العبرة مما حصل من جولات عنف واغتيالات منذ الاستقلال وحتى اليوم، فأمعن الكثير منهم في تدمير الدولة ونهبها واستنزافها وأضعافها وضرب هيبتها وكأن لا وجود ولا حياة لهم إلا بموت هذه الدولة التي يشكلون هم جزء منها، فلا يكتفون بضربها من الخارج بل من الداخل أيضا ويحاصرون كل محاولات الإصلاح والإنقاذ وإثبات الوجود، ويسقطونها تحت شعارات أقل ما يقال في من لا يؤيدها بأنه خائن.
لا أعتقد أن لبنانيا لا يرى في عدم قيام دولة لبنانية قوية، خدمة لأعداء لبنان وفي مقدمهم إسرائيل التي تدرك جيدا أن استقواء اللبنانيين على بعضهم البعض هو السلاح الأقوى لإسقاط هذا الوطن من الداخل، فكيف إذا وجد في هذا الوطن لا سمح الله من يريد ابتلاعه؟