IMLebanon

“استياء رسمي” من استعراض “حزب الله” والمشنوق يحضّر “بياناً”؟

كشفت صحيفة “الشرق الأوسط” أن استياء رسميا سُجل من خطوة “حزب الله” الاستعراضية في ضاحية بيروت الجنوبية عبر انزال عناصره الملثمين لردع تجار المخدرات.

وذكرت “الشرق الأوسط” إن وزير الداخلية نهاد المشنوق يحضّر بيان إدانة للخطوة، التي رجحت مصادر رسمية لبنانية أن تكون موجهة ضد بعض العشائر التي تعاند الحزب وتتحدى سلطته، مشيرة إلى أن وضع الأقنعة على وجوه عناصر الحزب دليل على ذلك؛ لأن معناها أن الخطوة داخلية بامتياز، مشيرة إلى أن الحزب بات يعيش تحت ضغط بيئته المستاءة من تصرفات هؤلاء، في حين هو غير قادر على الصدام معهم؛ تجنبا لاهتزاز بيئته الداخلية.

واوضحت مصادر مطلعة على موقف الحزب، ومتابعة لما حصل في برج البراجنة لـ”الشرق الأوسط” إن “عشرات العناصر التابعين لسرية جديدة أنشأها “حزب الله” جالوا في شوارع المنطقة وهم ملثمون ومسلحون، ويضعون على أكتافهم شارات الحزب الصفراء، وعلى صدورهم عبارة (سرية العباس) لتوجيه (رسالة حازمة لكل المخلين بالأمن) في المنطقة، والذين تنامت حركتهم في الفترة الماضية، خصوصا تجار المخدرات وبعض فارضي (الخوات)”.

وقالت المصادر إن الحزب أكد عبر القنوات الخاصة للمسؤولين اللبنانيين أن “هذه الخطوة لا تستهدف الاجتماع الأمني الذي تم عقده في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية، بل تتكامل مع الخطة الأمنية التي بدأ تطبيقها في لبنان قبل فترة؛ بهدف إلقاء القبض على الرؤوس الكبيرة المتورطة في عمليات الاتجار بالمخدرات”.

وأوضح قاسم قصير، الكاتب المتخصص بشؤون “حزب الله”، أن المجموعة التي استعرضت ليل الجمعة في شوارع برج البراجنة “تم تدريبها حديثا، وهي مناطقية غير تابعة للقيادة المركزية للحزب”، لافتا إلى أن “القيّمين عليها ارتأوا بعد أن أنهت تدريباتها أن نقوم باستعراض لتوجيه رسالة للعابثين بالأمن في المنطقة مفادها أن (حزب الله) لن يسمح باستمرار الوضع على ما هو عليه”.

وقال قصير لـ”الشرق الأوسط”: “لا شك أن المجموعة تابعة للحزب ويقودها مسؤول الحزب في المنطقة، إلا أن البُعد الذي تتخذه مناطقي بحت، وبخاصة بعد الأحداث الأمنية التي شهدتها برج البراجنة في الآونة الأخيرة”. وأشار قصير إلى أن “مهمة هذه المجموعة تنسجم مع الخطة الأمنية التي بدأت أجهزة الدولة في تطبيقها قبل مدة لإلقاء القبض على تجار المخدرات، وهو ما يؤكد أن (حزب الله) يدعم فعليا هذه الخطة ويتعاون لإنجاحها”.

في المقابل، توقف الباحث السياسي ومدير مركز “أمم” للدراسات، لقمان سليم، المعارض لـ”حزب الله” في تصريح لـ”الشرق الأوسط” عند قرار الحزب القيام بهذا الاستعراض في “منطقة حساسة” وإن كانت جزءا من الضاحية الجنوبية لبيروت، لافتا إلى أن برج البراجنة مختلطة إلى حد بعيد، وسكانها من السنة والشيعة الأكراد والفلسطينيين. وأضاف: “ما لفتني أنه تم تقديم العناصر الذين سيتولون الأمن الاجتماعي كمجموعة من الملثمين، علما بأنهم جزء من هذه البيئة الحاضنة، لكنهم غير قادرين على إظهار وجوههم”.

واعتبر سليم أن “الهدف من هذه المشهدية الاستجابة لشكاوى الناس العارمة من خلال فرض نوع من الهيبة، يظن الحزب أنه من خلالها يستطيع معالجة مشكلات عميقة، كالاتجار بالممنوعات وفرض الخوات”، مشددا على أن ما حصل صفعة جديدة لمفهوم الدولة في لبنان، وبخاصة أنه تم بُعيد الاجتماع الأمني الرفيع الذي عقد في بعبدا، كما أنه عملية تسفيه للأجهزة الأمنية والوزارات المعنية التي يجب أن تكون مولجة وحدها أن تحدد ما هو حلال وما هو حرام، وأن تلاحق المخلين بالأمن”.