فقد الجيش التركي فعاليته كقوة عسكرية مؤثرة في الناتو بعد حملة التطهير التي طالت المئات من الكفاءات عقب محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز 2016، وهو ما كشف عنه تقرير لحلف الأطلسي.
وذكر تقرير ينتظر أن تنشره اليوم الأحد صحيفة “فيلت آم زونتاج” الألمانية استنادا إلى دبلوماسيين رفيعي المستوى في الناتو أن”القدرات القيادية والقدرات التشغيلية للقوات المسلحة التركية ضعيفة. هذا ينطبق على وجه الخصوص على البحرية وقوات الدفاع الجوي”.
ولعب طيارو سلاح الجو دورا كبيرا في الانقلاب الفاشل إذ قادوا الطائرات المقاتلة والهليكوبتر التي قصفت البرلمان وهددت طائرة الرئيس رجب طيب أردوغان. وفصل أكثر من 350 طيارا و40 فنيا أو اعتقلوا أو تجري ملاحقتهم.
وجاء في تقرير الصحيفة أن من الأدلة على ذلك “الصعوبات الملحوظة في تخطيط وتنفيذ عمليات في شمال سوريا ضد تنظيم داعش وميليشيات كردية”.
واعتبر مراقبون أن الجيش التركي فقد قوّته كثاني قوة عسكرية في الناتو بعد الولايات المتحدة حتى أنه عجز عن تحقيق اختراق ميداني نوعي ضد داعش شمال سوريا إلا بعد أسابيع من القتال.
وأشار المراقبون إلى أن قرار تركيا الأربعاء انتهاء العملية العسكرية المعروفة باسم “درع الفرات”، والتي بدأت في أغسطس الماضي، لم يكن اختيارا وإنما بسبب تقييمات داخلية توصلت إلى أن الجيش يمكن أن يتورّط في معركة طويلة خاصة إذا استمر في التحرش بقوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركيا.
وينفي المسؤولون الحكوميون أن يكون الانقلاب وما تلاه من أحداث قد أضر بالقدرات العسكرية للجيش. ويقرون بنقص الأفراد لكنهم يقولون إن جيشا أكثر ولاء وتركيزا سيبرز في نهاية المطاف.
وذكرت الصحيفة أن فصل العديد من الدبلوماسيين الأتراك من المركز الرئيسي للناتو في بروكسل تسبب في “استياءات”، موضحة أن “الكثير من الدبلوماسيين الجدد الذين حلوا محل زملائهم المفصولين في وقت قصير أظهروا قصورا جزئيا في اللغة الإنكليزية، كما تنقصهم المعرفة الأساسية بالناتو والقضايا الأمنية”.
وذكر القائد الأعلى لقوات الناتو في أوروبا الجنرال الأميركي كورتيس سكاباروتي في ديسمبر الماضي أن محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في تركيا خلفت تأثيرات كبيرة على الهياكل القيادية للحلف.
وأضاف سكاباروتي في ذلك الحين أن تركيا سحبت منذ محاولة الانقلاب نحو 1500 جندي تركي يتمتع بعضهم بخبرة كبيرة من المقار الرئيسية العسكرية للناتو.