كتب أسامة القادري في صحيفة “الأخبار”:
طقس البقاع البارد وتدنّي درجات الحرارة لا ينعكسان على الجوّ السياسي “الحامي”. كلّ المؤشرات توحي بأنّ الانتخابات النيابية المقبلة ستشهد تشكّل ثلاث لوائح في البقاع الغربي، ما حفّز الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري على زيارة “الغربي” دوريّاً، ووضع آلية عمل لمواجهة قوة رئيس حزب الاتحاد عبد الرحيم مراد، في وقت أصبح فيه للوزير السابق أشرف ريفي “حالة” في الشارع البقاعي تجعله يخوض الانتخابات في وجه الخصمين، “المستقبل” ومراد، ولو في غياب ما يدل على أنه سيتمكّن من إحداث خرق ما.
الزيارة الأخيرة لأحمد الحريري إلى البقاع الغربي كان لها صدى مختلف في قطاع المهندسين، وفي الوسط الحزبي، تُرجم اعتراضاً على الاستنسابية في توجيه الدعوات. ويشير مهندس “مستقبلي” معترض إلى أنّه وعدداً من رفاقه المستائين في صدد “زيارة ريفي الأسبوع المقبل، كونه الأقرب إلى موقفنا السياسي”.
لا يُنكر قيادي في “التيار الأزرق” أنّ زيارات الحريري المتكررة فشلت في ترقيع ثوب تياره المترهّل. الوعود والمشاريع لا تتحقق، ولا يُمكن منافسة مشاريع مراد في المنطقة، وهو ما يعتبره أحد المحسوبين على ريفي ثغرة “لنوسّع دائرة حضورنا”.
إلا أنّ الحريري يُحاول وضع خطة عمل لمنسقية البقاع الغربي، عبر عقد اجتماعات تنسيقية مع الحزب التقدمي الاشتراكي. أدّت “الخطة” إلى فتح الباب أمام حليف مراد السابق، (المرشح السابق إلى الانتخابات) محمد القرعاوي، الذي أصرّ الوزير جمال الجراح على حضوره احتفال تكريم وزير الاتصالات، أول من أمس، المنظّم من قِبَل “خصمَي” مراد: عمر مراد وعمر الصيفي.
وتشير مصادر المستقبل إلى أنّ “التحرك يتم كما لو أنّ الانتخابات حاصلة”. ولا تخفي المصادر “لمس قيادة التيار اتساع حالات الاعتراض التي ليست لمصلحتنا. لذا كان الإيعاز بالقيام بكل ما يحول دون فوز مراد”. وبحسب المصادر، فإنّ المستقبل يدرس تبنّي ترشيح القرعاوي مكان النائب زياد القادري، مستبعداً في المقابل أي “تحالف بين مراد وريفي”.
من جهتها، ترى مصادر “الاتحاد” أن من الطبيعي “أن نستفيد من انقسام المستقبل، بينما قيادتنا متصالحة مع نفسها ومع الجميع في البقاع. أبوابنا مفتوحة لمصلحة إنماء المنطقة». وفي ما خصّ “حالة” ريفي، تقول المصادر إنها “بدأت تجد لنفسها مساحة في البقاع الغربي. نحن نختلف مع ريفي سياسياً، وحركته لا تؤثر على جمهورنا”.