IMLebanon

“التيار” يقلل من أهمية إستعراض “حزب الله”!

إعتبر بعض المراقبين أنّ عرض عناصر “سرية العباس” على طرقات برج البراجنة بحجة مكافحة المخدرات، وهو الثاني من نوعه بعد استعراض القصير قبيل عيد الاستقلال، هو بمثابة رسائل سياسية موجهة إلى العهد الجديد وحلفائه.

غير أنّ العونيين لا يقاربون الأمور من المنظار نفسه ويفضلون الركون إلى موقف حليفهم لتفسير مشهد الجمعة الفائت، بعيداً من أيّ تأويلات سياسية فضفاضة.

وفي هذا الاطار، قالت مصادر في تكتل التغيير والاصلاح عبر الوكالة “المركزية”، انّ “نظرية المؤامرة تبدو حاضرة دوماً، وهي جاهزة لتفسير كل ما يجري. بالنسبة إلينا، نعتبر أنّ الأمر يقتصر على ما صرح به حزب الله، أيّ أنّه مرتبط بالمخدرات ليس إلا، ولا أبعاد أخرى له، وإن أحب البعض إعطاءه أبعادا أخرى”.

وعن الأسباب التي دفعت الحزب إلى خطوة من هذا النوع، على رغم ما يمكن أن تنتجه من تفسيرات، اكتفت المصادر بالاشارة إلى أنّ “الحزب يكتشف شيئاً أنّ في قواعده مشكلة مخدرات، علماً أنّ المهربين والتجار يعتبرون أنّ أحداً لن يقدم على محاسبتهم، فأتى الحزب ليؤكد عكس ذلك، وكل ما هو غير هذه الصورة لا يعدو كونه مجرد أفكار يتناقلها الناس”.

وفي ما يتعلق بتوقيت العرض والرسائل التي يمكن أن يحملها لعهد تبدو مكافحة الفساد والمخدرات على رأس أولوياته، في وقت اعتبر الانتشار الحزبي المباغت قفزاً فوق السلطات الرسمية ووظائفها، ذكرت المصادر العونية أنّ “في المراحل السابقة، وعلى مدى سنوات، كيلت اتهامات كثيرة للحزب بأنّه يغض الطرف، وإذا تحرك، يكثر الكلام عن رسائل سياسية وأسباب أخرى تدفعه إلى التحرك، فيما يحمل مشهد الجمعة رسالة لتجار المخدرات لعدم التلطي وراء الحزب”.

وفي المقابل، ذهب البعض إلى وضع الاستعراض الليلي في سياق مكمل لما يعتبرونه “عرقلة الحزب مسار وضع قانون انتخابي جديد، يجهد رئيس الجمهورية لوضعه على السكة الصحيحة، إلا أن الأوساط العونية لا تذهب في هذا الاتجاه، بل تكتفي بالاشارة إلى أن النسبية مع لبنان دائرة واحدة لا تبدأ من قانون الانتخاب، بل من التربية في المدارس، لا سيما تلك العائدة إلى حزب الله. ذلك أن تغييرا جذريا من هذا النوع يحتاج مجتمعا علمانيا حقيقيا، غير أن هذا لم يتحقق وهو ليس في خطط بعض الفرقاء، علما ان النسبية المناطقية التي بات حزب الله منفتحا عليها تعالج عددا من المخاوف، وهي بذلك قد تكون التسوية الكفيلة بإرضاء الجميع”.