يبدأ رئيس الحكومة سعد الحريري اليوم جولة في أوروبا تشمل فرنسا وألمانيا وبروكسل.
في فرنسا يمكن وصف الزيارة بأنها تكريمية ولكنها تهدف أيضا إلى إبقاء خطوط التواصل قائمة مع الإدارة الفرنسية ولا سيما في حال عاد الاشتراكيون إلى رئاسة الجمهورية ودورتها الأولى في شهر نيسان الجاري.
وبانتظار النتيجة النهائية سيمنح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الرئيس الحريري وساما من رتبة كوموندور، وسيكون اللقاء مع هولاند ومع رئيس الحكومة الفرنسية مناسبة ليضع الرئيس الحريري الفرنسيين في حقيقة ما يواجهه لبنان جراء أزمة النازحين وضرورة الوقوف إلى جانبه ومساعدته فعليا تفاديا لانهيار أصبح محتما.
من باريس إلى برلين حيث سيكون اللقاء مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وستكون أزمة النازحين السوريين هي العنوان الوحيد. ففي وقت سيركز الألمان على تفادي موجات جديدة من النزوح غير الشرعي إلى أوروبا وضرورة أن يحافظ لبنان على استقراره في هذا المجال، سيركز لبنان في المقابل على أن استقراره مرهون بالفعل بمساعدته على الصمود في وجه أزمة النازحين التي تهدد بالانفجار معيشيا واجتماعيا وأمنيا.
أجواء اللقاء مع ميركل هي التي سترافق الرئيس الحريري إلى مؤتمر بروكيسل المتعلق بالأزمة السورية، وهناك باب الاتصالات للبنان مفتوح على مصراعيه من الأمين العام للأمم المتحدة إلى كل المشاركين وهناك تصميم من قبل الرئيس الحريري على أن يسمع هؤلاء موقفا لبنانيا موحدا ولغة لبنانية موحدة تحذر من عدم مساعدة لبنان في مواجهة أزمة النزوح السوري، على أن تبدأ المساعدة بمشاريع جدية لتطوير بناه التحتية التي ما عادت تستوعب الضغط السكاني، بالإضافة إلى طرح جدي بإعادة أعداد من النازحين السوريين إلى مناطق مستقرة إن لم تتوافر المناطق الآمنة.
لبنان إذا يتحرك في أوروبا وكأنها الفرصة الأخيرة لينقذ نفسه من الانهيار والرئيس الحريري سينهي الجولة وكأنه يقول اللهم أشهد إني قد بلغت!