أوضحت مصادر حزبية مسيحية للوكالة “المركزية”، أنّ احتقانات المطار الامنية واستعراض الضاحية الجنوبية ومن ثم حادثة الشويفات الليلية، مسلسل مترابط الحلقات لسيناريو سياسي- امني لم تعد اهدافه خافية على أحد. فمضامين الرسائل وصلت الى المرسلة اليهم، وتبلغوها لاتخاذ المقتضى والتصرف بهديها والا…!
واذا كان اللبنانيون ليسوا جميعا على اطلاع على تفاصيل الصراع الامني ـ الحزبي الخفي في مطار رفيق الحريري الدولي وما يدور بين بعض الاجهزة المعنية المولجة حماية امن الشريان الحيوي ومحاولة ضبط عمليات خروج ودخول البضائع عبره، فانّ المصادر تربط بين الاستعراضات العسكرية في برج البراجنة واشكال الشويفات وبين هذه المحاولات بالذات لتقول انّ شبكة اتصالات حزب الله وكاميرا المراقبة على المدرج 17 في المطار التي كشفت النقاب عنها آنذاك الوحدة الألمانية المشاركة في قوات “اليونيفيل” وما استتبعها من حوادث 7 ايار الشهيرة، عبرة لمن نسي وتنشيط لذاكرة من يسعى للمسّ بالحزب ومناطقه و”مكتسباته”.
واذ تؤكد انّ حادثة الشويفات هي احدى اوجه التعبير عن مناخ الاحتقان الذي تولّد في حوادث 11 ايار 2008، تلفت الى انّ غياب ايّ موقف رسمي لحزب الله والاكتفاء بما قاله نائب المنطقة علي عمار لجهة انّ ما جرى هو مجرد ظاهرة تولدت فجاة وانتهت ولن تتكرّر، يثير الكثير من الشكوك خصوصا لدى من تسنّت لهم مشاهدة الصور التي تناقلها اللبنانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتظهر “سرية العباس” التي تردّد انّها خاصة بمكافحة آفة المخدرات وضبط التعديات، فكيف لمجموعة ملثمة على هذا القدر من التنظيم ان تجول في شوارع الضاحية بكامل لباسها الرسمي من دون علم او قرار حزبي؟ وتضيف انّ ما جرى هو مصدر قلق على مصير العهد والدولة، ويؤكد مرة جديدة انّ هذا الفريق السياسي خارج عن منظومة الدولة له دويلته الخاصة التي لا يحق لأي مسؤول، مهما علا شأنه، ان يمس به او يسأله عما يرتكب، بدليل انّ اياً من المعنيين لم يتحرك لمساءلة الحزب عن استعراضه العسكري في قلب بيروت او يصدر مذكرة توقيف او استنابة قضائية في حق أحد عناصره.
وتؤكد المصادر انّه بمعزل عما صدر من مواقف توضيحية، فان في الخطوة رسالتين: الاولى للداخل الشيعي بأن اي محاولة للخروج عن مظلة الحزب سيدفع صاحبها الثمن غاليا جداً، والثانية لسائر المكونات، تشبه في جزء منها عبرة ” القمصان السود” عشية تكليف الرئيس نجيب ميقاتي، فتأتي اليوم مثابة رسالة “قمصان سود” عشية اجتماع مجلس الوزراء للبحث في قانون الانتخاب، فاذا ذهبت الامور في اتجاه قانون لا يرضيه فهو بكامل جهوزيته للتحرك. وتعتبر انّ ابعاد رسائل حزب الله ايا تكن فإنها مسيئة جداً الى الدولة والى رمزية الرئيس القوي، من خلال تظاهرة من هذا النوع توفر مبرراً لتظاهرة لدى اي فئة سياسية او طائفية اخرى، خصوصا داخل البيئة السنية.
وتلفت الى انّ تجديد تأكيد تحدي ارادة الدولة مظهر بالغ الاساءة لعهد الرئيس ميشال عون، ويتوجب على المسؤولين وخصوصا وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي اطلق موقفا يقدّر، ان يترجمه عمليا، واذا كانت الترجمة مستحيلة فعلى الاقل المساءلة، متوقعة ان يثار الموضوع نيابيا في جلسة مناقشة الحكومة الخميس المقبل، قبل وصوله الى مجلس الوزراء. وتشير في السياق الى موقف وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل لدى سؤاله عن الامر حيث اكد ” اننا نريد ان تكون الدولة المسؤولة الشرعية عن الأمن، فالحالات الشاذة التي تحصل تعبر عن قلق”، لافتة الى ان هذا الكلام يحمل في طياته انزعاجاً مبطناً من الاساءة الموجهة الى عهد الرئيس الحليف القوي.