جدّد الرئيس التنفيذي لمؤسسة رينه معوض، ميشال معوض، دعوته الى تكوين قوة ضغط باتجاه تفعيل دور السلطات المحلية وتمكينها عبر تطبيق اللامركزية الموسّعة، مؤكداً أن السلطات المحلية من بلديات وجمعيات أهلية تعلم وحدهاً فعلا حاجات مناطقها، وتستطيع أن تعمل بشفافية لأنها أقرب الى الناس الذين انتخبوها، وبالتالي تخضع أكثر الى منطق المحاسبة.
ولفت معوض الى “اننا نكسب مرة جديدة رهاناً جديداً في مواجهة ما يعيشه اللبنانيون حيث نثبت أن الإنماء الحقيقي بحاجة أولاً الى إرادة، وثانياً الى قرار، وثالثاً الى تمويل بسيط نسبياً في كثير من الأحيان، ورابعاً الى شفافية، وخامساً الى إشراك السلطات الملحية، وتعاون بين الأطراف المعنية في هذا الإنماء”.
مواقف معوّض أتت خلال احتفال برنامج “بلدي” لبناء التحالفات للتقدم، التنمية والاستثمار المحلي الممّول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) والمنفّذ من مؤسسة رنيه معوض، بإطلاق أنشطة ميدانية في إطار مشروع التنمية الريفية في بتلون، الشوف.
تفاصيل المشروع السياحي – البيئي
سيعزز المشروع، الذي وضعته بلدية بتلون مع المجتمع المحلي والمناطق المجاورة، السياحة البيئية وسيساعد على ضمان إدارة سليمة ومستدامة للغابات. أما الهبة المقدمة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والتي تبلغ قيمتها 175 الف دولار فسيتم إستعمالها لتأهيل وتجهيز درب للمشي بطول 20 كم ومكتب للمعلومات السياحية، تحويل مخلّفات التشحيل الى قوالب للتدفئة، بالإضافة إلى توفير التدريب للمرشدين السياحيين والتدريب على معدات خاصة بالتقليم/التشحيل وقولبة الحطب. كما وسيوفر المشروع فرص عمل ويولد دخلا من السياحة لـ200 شخص، وسيساعد حوالي 2000 شخص من سكان بتلون وأربع قرى مجاورة (بطمه، الباروك، خريبة الشوف، ومعاصر الشوف) على الاستفادة من تخفيض تكاليف تدفئة منازلهم عن طريق استخدام قوالب التدفئة.
وقد حضر حفل الافتتاح الذي أقيم في مقر بلدية بتلون مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في لبنان الدكتورة آن باترسون، الرئيس التنفيذي لمؤسسة رنيه معوض ميشال معوض، ممثل تيمور وليد جنبلاطرضوان نصر، آمر فصيلة عين زحلتا النقيب علي بو ضاهر، قائمقام الشوف مارلين قهوجي ضومط، رئيس بلدية بتلون مروان قيس، رئيس لجنة محمية أرز الشوف الناشط البيئي شارل نجيم، مدير محمية أرز الشوف نزار هاني وفريق المحمية، ممثلون عن بلديات الباروك ومعاصر الشوف، بطمه وخريبة الشوف، ممثلون عن الجمعية التعاونية الزراعية في بتلون ومعاصر الشوف، عدد من رؤساء الاتحادات ورؤساء البلديات والمخاتير السابقين والحاليين، ممثلو المدارس والثانويات وقطاعات السياحة وبيوت الضيافة والصحة والزراعة، وممثلون عن الصليب الأحمر اللبناني والدفاع المدني وأفراد من المجتمع المحلي.
رئيس بلدية بتلون
البداية كانت بالنشيدين الوطني اللبناني والاميركي، ثم كلمة ترحيب من مديرة التواصل في مؤسسة رينه معوض – برنامج “بلدي” ليندا خليفة تلتها كلمة رئيس بلدية بتلون مروان قيس الذي شكر الجهات الداعمة للمشروع وكل من ساهم في نجاحه، معتبراً انه “سيكون قيمة مضافة للسياحة البيئية انطلاقا من بتلون ليشمل القرى المجاورة وحتى منطقة الشوف باكملها اذ سيكون مقصدا لطالبي السياحة البيئية و لمحبي البيئة النظيفة التي تعتبر من اهدافنا الاساسية واولويات خطتنا الاستراتيجية التي وضعناها للسنوات الست القادمة”.
ولفت الى ان هذا المشرو نتاج تشارك وكالة دولية داعمة لمشاريع الانماء هي الوكالة الامريكية للتنمية الدولي مع مؤسسة غير حكومية تعمل على صعيد الوطن هي مؤسسة رينه معوض ومؤسسة غير حكومية محلية كـجمعية أرز الشوف وطبعا بالتعاون مع بلديات الباروك، معاصر الشوف، بطمه، خريبة الشوف والتعاونيات الزراعية في معاصر الشوف وبتلون ونادي خريبة الشوف ونادي بتلون الثقافي الرياضي. إذا هو عمل تشاركي تعاوني بإمتياز يصلح مثالا يحتذى به”.
وعدد قيس لمزايا بتلون السياحية والمشاريع المقررة لها من البلدية في المجالات البيئية والصحية والثقافية والاجتماعية والرياضية والزراعية لجعلها قرية نموذجية ذات بيئة نظيفة تستقطب العديد من الزوار، مؤكدا انه لتنفيذ كل الطموحات يجب ايجاد موارد ودعم دائم ومستمر. وأمل “بايجاد هيئات و مؤسسات غير حكومية تجد في بتلون و بلديتها الارض المؤهلة للدعم والمساعدة”، مجدداً شكر “الوكالة الامريكية للتنمية الدولية، مؤسسة رينيه معوض محمية ارز الشوف وكافة شركائنا في هذا المشروع”.
معوض
الرئيس التنفيذي لمؤسسة رينه معوض معوض اعتبر في كلمته انه “مرة جديدة نلتقي في الشوف لتدشين مشروع جديد تنفّذه مؤسسة رينه معوض بتمويل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في لبنان USAID ضمن برنامج بلدي لبناء التحالفات للتقدم والتنمية والاستثمار المحلي”. واضاف: “مرة جديدة نكسب رهانا جديدا، في مواجهة كل شيء نعيشه في لبنان ويعيشه اللبنانيون. مرة جديدة نثبت أن الإنماء الحقيقي بحاجة أولاً الى إرادة، وثانياً الى قرار، وثالثاً الى تمويل بسيط نسبياً في كثير من الأحيان، ورابعاً الى شفافية، وخامساً الى إشراك السلطات الملحية، وتعاون بين الأطراف المعنية في هذا الإنماء”.
وقال معوض: “انظروا الى ما يجري حولنا في لبنان.. أخبار الفساد والهدر أصبحت حديث الساعة. وأصبحت البيئة كما الاقتصاد البيئي بحاجة الى مطمر. في المقابل انظروا الى نموذج مشروع تعزيز السياحة البيئية والممارسات السليمة للإدارة المستدامة للغابات بتلون- الشوف: بمبلغ 175000 دولار قدّمته الـUSAID، وبالتعاون والشراكة مع كل من بلدية بتلون وجمعية أرز الشوف، وبلديات الباروك ومعاصر الشوف وبطمة، وخرَيبة الشوف، الجمعية التعاونية الزراعية في بتلون، الجمعية التعاونية الزراعية في معاصر الشوف، نادي خريبة الشوف، والنادي الثقافي الرياضي بتلون، تمكّنت مؤسسة رينه معوض من أن تنفّذ هذا المشروع الذي سيستفيد منه 3000 شخص، ويوفّر فرص عمل وزيادة في المداخيل من خلال أنشطة متكاملة تحدّ من القطع العشوائي للأشجار بهدف التدفئة، ومن خلال تحويل مخلّفات التشحيل الى قوالب للتدفئة، ويرفع مستوى الوعي حول الإدارة المستدامة للغابات في بلدة بتلون والمناطق المحيطة بمنطقة الشوف”.
وشدد على انه بالمختصر المفيد، وفي مشروع واحد وبكلفة متدنية جداً نسبة لكل الذي نراه، استطعنا أن نصيب أكثر من عصفور في حجر واحد: إفادة 3000 شخص في المنطقة، وأن نؤمن فرص عمل، واستطعنا أن نبذل جهداً كبيراً لنحافظ على بيئة الشوف الرائعة، في زمن أصبحت فيه البيئة في لبنان غير موجودة على جدول الاهتمامات الرسمية. أي أننا استطعنا في هذا المشروع أن نربط مصالح الناس والاقتصاد المحلي بالحفاظ على البيئة، وليس بقطع أشجارنا وتدمير غاباتنا”.
معوض اعتبر ان هذا المشروع نجح لأنه كان ثمرة تعاون بين مجموعة أطراف معنية: أولا الـUSAID مولّت مشكورة هذا المشروع، والتمويل هو بطبيعة الحال تقدمة الشعب الأميركي. ثانياً السلطات المحلية، أي البلديات ومجموعة من المؤسسات الأهلية، التي تعرف حاجات منطقتها، والتي من دونها كان من المستحيل أن ينجح هذا المشروع. وثالثاً مؤسسة رينه معوّض التي نفّذت هذا المشروع وجمعت السلطات المحلية مع الجهات الممّولة. هذا المثلث الذي أثبت مرّة جديدة أنه بتعاونه قادر أن يحقق إنجازات حقيقية بتطور حياة الناس”.
ودعا معوض مجدداً الى تكوين قوة ضغط باتجاه تفعيل دور السلطات المحلية وتمكينها عبر تطبيق اللامركزية الموسّعة، لأن السلطات المحلية وحدها، من بلديات وجمعيات أهلية، تعلم فعلا حاجات مناطقها، وقادرة أن تعمل في شفافية لأنها أقرب الى الناس الذين انتخبوها، وبالتالي تخضع أكثر الى منطق المحاسبة.
وتابع معوض: “يشرفني أن تكون مؤسسة رينه معوض نفذّت لليوم 9 مشاريع ضمن برنامج “بلدي”، وعلى مساحة لبنان: تحسين مرفأ تعاونية صيادي الأسماك في ميناء جونيه، إنشاء بارك للنشاطات البيئية والسياحية في محمية بنتاعل في قضاء جبيل، وفي قضاء جبيل أيضا إنشاء براد زراعي لتوضيب وحفظ التفاح والفاكهة في بلدة إهمج، إنشاء حديقة عامة ومركز للمهرجانات والنشاطات الاجتماعية والثقافية في كوسبا في الكورة، إنشاء مختبر لفحص الدم في دير عمار بالضنية، تحسين وتأهيل شبكة مياه الري في بزبينا- عكار، تجهيز مركز للمعلوماتية في مدرسة حرار الرسمية-عكار، إنشاء مركز للتدريب على المهارات، وإقامة مساحة ألعاب وأنشطة للأطفال، إضافة إلى مساحة خارجية للاحتفالات والمعارض في بلدية عبرا- صيدا، وفي الشوف أيضاً عملنا على مشروع تنمية السياحة الريفية في منطقة الباروك-فريديس”.
واعلن انه “كما نفّذنا كل هذه المشاريع بكل فخر كي يبقى اللبناني في أرضه، نحضّر حالياً أنفسنا لتنفيذ 22 مشروعاً جديداً في كل المناطق اللبنانية، وموزّعة على الشكل التالي: 10 مشاريع لتعزيز السياحة الريفية وزيادة المداخيل، 4 مشاريع بتتضمّن توليد الكهرباء و/أو الإنارة و/أو تسخين المياه من الطاقة المتجددة، 4 مشاريع لتحسين وتأهيل شبكات مياه الري، مشروع لتعزيز القدرات والمبدارات الشبابية، مشروع لزيادة المداخيل من خلال التصنيع الغذائي، مشروع مدّ شبكة مياه الشرب، مشروع تجهيز مدرسة رسمية، ومن بين هذه المشاريع هناك حصة إضافية للشوف من خلال مشروعين غير مشروع بتلون، وهما: إنشاء منطقة بيئية وسياحية في بلدة بشتفين، وإنشاء وتأهيل أقنية للريّ ببلدة معاصر الشوف وفي مجموع هذه المشاريع ضمن برنامج “بلدي” الذي تموله الـUSAID، سيستفيد أكثر من 175 ألف شخص في كل المناطق اللبنانية”.
وختم معوّض: “لذلك اسمحوا لي أن أشكر بالدرجة الأولى الشعب الأميركي، وأشكر الوكالة الأميركية للتنمية USAID على عمها الدؤوب لتنمية المناطق اللبنانية وتحسين ظروف عيش اللبنانيين. كما أود أن أشكر بلدية بتلون وجمعية أرز الشوف، وبلديات الباروك، معاصر الشوف، بطمة، وخريبة الشوف، الجمعية التعاونية الزراعية ببتلون، الجمعية التعاونية الزراعية في معاصر الشوف، نادي خريبة الشوف، والنادي الثقافي الرياضي بتلون. كما لا يمكنني ان أنسى شكر فريق عمل مؤسسة رينه معوض الذي يثبت مشروعاً بعد مشروع عن مدى الاحتراف في عمله. وشكرا لكم جميعاً على حضوركم. والى اللقاء في مشاريع إنمائية جديدة”.
باترسون
مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في لبنان الدكتورة آن باترسون اعربت عن سعادتها بأن تكون “هنا اليوم في منطقة الشوف الجميلة للاحتفال بوضع حجر الأساس لمشروع من شأنه أن يحسّن سبل العيش في هذه المنطقة بالإضافة إلى حماية البيئة فيها”.
وتابعت: “منذ فترة طويلة والولايات المتحدة تدعو إلى تمكين المجتمعات المحلية لتعزيز التنمية الاقتصادية المحلية والتصدي للتحديات الاجتماعية؛ وهذا هو السبب الذي جعل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية تعمل جنباً إلى جنب مع الشعب اللبناني لعقود من الزمن لخلق مجتمعات قوية تعزز سبل العيش من خلال زيادة فرص التوظيف والفرص الاقتصادية لتحسين خدمات المياه والصرف الصحي. فالمجتمع المحلي الذي يوفر الموارد المناسبة يمكن أن يحول إيجابياً مستقبل المدن والمحافظات وكذلك البلد بأكمله”.
واضافت: “على مدى السنوات العشر الماضية، تفخر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية باستثمار أكثر من 77 مليار دولار لدعم البلديات في جميع أنحاء لبنان لتحسين الخدمات العامة وتحفيز النمو الاقتصادي المحلي”.
وأوضحت “ان مشروع “بلدي” يدعم حاليا نحو 200 بلدية مباشرة أو من خلال اتحادات البلديات لإشراك المواطنين في صنع القرار والاستجابة للاحتياجات ذات الأولوية في مجتمعاتهم، والتي تشمل عددا من القطاعات الحيوية مثل المياه والصرف الصحي والزراعة والسياحة البيئية، وستحسن هذه الأنشطة حياة أكثر من 100،000 شخص. واليوم هنا في بتلون، قررت البلدية بالتعاون مع 4 بلديات أخرى و 6 منظمات غير حكومية محلية الشروع في هذه المبادرة انطلاقا من الاعتقاد بأهمية الإدارة المستدامة للغابات”.
وشددت على ان هذا “المشروع يشهد على قوة الشراكة بين البلديات والمجتمعات لمواجهة التحديات المتزايدة والمضي قدما. فمع تفانيكم وأنا واثقة من أن هذا المشروع لن يؤدي فقط إلى التغيير التحولي في الشوف ولكن سيساهم أيضاً ببناء مستقبل أكثر ازدهارا للبنان”.
بعدها قدّمت مديرة برنامج “بلدي” في مؤسسة رينيه معوض ناتاشا مرشيليان ومدير محمية أرز الشوف نزار هاني لمحة عامة تقنية عن تعزيز مشروع السياحة الريفية في الباروك -الفريديس.
وتضمن الحفل توزيع شهادات استلام لمعدات زراعية خاصّة بالتشحيل على عشرة جهات محلية شاركت في الأنشطة، واختتم بوضع حجر الأساس لمكتب المعلومات السياحية التابع للمشروع.
برنامج “بلدي” المنفّذ على فترة خمس سنوات والذي تبلغ قيمته 26 مليون دولار، يقوم بتنفيذ 54 نشاطا تشارك فيه 137 بلدية من أجل التنمية الاجتماعية والاقتصادية على جميع الأراضي اللبنانية. وهذه الأنشطة المدعومة تلبي احتياجات المجتمعات المحلية في عدة قطاعات، بما في ذلك توليد الكهرباء من خلال الطاقة الشمسية، الري الزراعي، الحصول على مياه صالحة للشرب، توليد الدخل من خلال السياحة الريفية، التجهيز الزراعي، ريادة الأعمال، التدريب على المهارات، تجهيز مدارس رسمية، عيادات رسمية، ومراكز اجتماعية ورياضية.
