Site icon IMLebanon

الخطة هي ضرب الليرة من خلال الحملة على سلامة

 

 

كتب شارل أيوب في صحيفة “الديار”:

لا اشك لحظة في ان فخامة الرئيس العماد ميشال عون لن يقوم بالتمديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لان الخبرة العريقة التي يملكها فخامة رئيس الجمهورية تجعله يعرف قيمة الاستقرار وقيمة عدم حصول عدة جبهات في الوقت عينه، بل التركيز على جبهة واحدة، وحاكم مصرف لبنان هو عنوان الاستقرار، وعنوان الثقة، وضمانة للنقد الوطني، وهندسته المالية جعلت من الليرة اللبنانية ثابتة طوال اكثر من 20 سنة.

كان مثالا للصامت الأكبر، يقوم بمسؤولياته ولا يتحدث عنها، حتى انه لا يخبر مساعديه بما يضحّي ويتحمل من ضغوطات، كيلا يؤثر في معنوياتهم، لكنهم كانوا كلهم شهوداً، والشعب اللبناني شاهد على ما تحمله رياض سلامة حاكم مصرف لبنان من ضغوطات على الليرة اللبنانية، ومن فساد في الدولة اللبنانية ومن هدر للاموال، وهو يتحمل في مصرف لبنان الشفافية والنزاهة في مصرف لبنان ومع ذلك الحملات تقوم ضده، عهرا وزورا وكذبا.

ان فخامة الرئيس العماد ميشال عون عندما قرر الهجرة من لبنان لمدة 15 سنة، ولدى عودته، وبعدها، شهد على الاحداث الكبيرة التي عاشها لبنان، سواء عندما كان مهجرا من لبنان، ام عندما عاد الى لبنان، ففي معركة عناقيد الغضب من قبل العدو الإسرائيلي، جرت حرب كبيرة في جنوب لبنان واستطاع الحاكم رياض سلامة السيطرة على سعر العملة الوطنية والحفاظ على ليرة الفقير من الشعب اللبناني الذي اودع أمواله في المصارف ولا يريد ان يشهد مرة ثانية سعر الدولار على الليرة 2800 ليرة واكثر او ادنى.

انني يا فخامة الرئيس العماد ميشال عون، ولأنك استراتيجي، ولأنني خدمت معك وأعرف كم هو بُعد نظرك، اناشدك عدم الاستماع الى وشوشات من هنا وهناك لإبعاد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة عن حاكمية مصرف لبنان، بل ارجو منك وأتمنى عليك باسم رأي عام لبناني كبير هو الأكثرية، التمديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لولاية جديدة كي نبقى نعيش الاستقرار ونحن الذين شهدنا كل ويلات الحروب ومع ذلك حافظ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على الوضع النقدي وعلى القطاع المصرفي، وبخاصة القطاع الاقتصادي، الذي هبط نموه تحت الصفر ولولا ايعازات وتوجيهات وتعاميم مصرف لبنان لما عاد الاقتصاد اللبناني الى النهوض سواء في مجال السكن، ام في مجال بيع معدات المنازل والتقسيط لها ام بيع السيارات، ام صناعة المعرفة، ام قطاع الزراعة، ام قطاع الصناعة، ام قطاع التجارة في مجال تسهيل دفع ديون التجار الذين وقعوا تحت الديون الكبيرة ولولا تعاميم مصرف لبنان لوصلوا الى الإفلاس وعاد نمو لبنان فوق الصفر الى نسبة 2 في المئة تقريبا، بفضل تعاميم مصرف لبنان والهندسة المالية التي قام بها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

ان الحملة على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لا تستهدفه شخصيا بل تستهدف ضرب الليرة اللبنانية والاقتصاد وهي ابعد من استهداف شخص بل تستهدف النقد الوطني والعملة الوطنية، وتريد عدم الاستقرار في البلد، والقضية ليست شخصية متعلمة او غير متعلمة، فحاكم مصرف لبنان من اعلى مستويات العلم بين الشخصيات المالية والسياسية والاقتصادية، لكنه يملك خبرة كبرى في تجارب الضغوطات وفي مجال معايشة الحروب والأزمات فعندما استشهد الرئيس رفيق الحريري تم شراء 100 مليون دولار وبيع الليرة اللبنانية خلال النصف الساعة الأولى من الخبر ويقول مساعدو حاكم مصرف لبنان انه ابلغ المسؤول : «اكمل بيع الدولار ولا تخف، واخبرني عندما يصل الرقم الى 300 مليون دولار، وبعد ساعتين رن الهاتف في مكتب الحاكم وابلغه المسؤول ان الرقم وصل الى 300 مليون دولار». من شراء وبيع لليرة اللبنانية، فكان رد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة : «اخبرني عندما يصل الرقم الى 600 مليون دولار، ووصل الرقم الى 600 مليون دولار، وعلى الأثر اتخذ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة قرارا برفع الفائدة المصرفية اليومية الى نسبة عالية، وكل من يستدين ليرة لبنانية ليبيعها ويشتري دولارات كان عليه ان يدفع فائدة باهظة، وفي اليوم الثاني جاء الى مكتبه واستمر شراء الدولار وبيع الليرة اللبنانية، الى ان وصل خلال أيام الى 5 مليارات دولار، ولم تهتز الركاب عند حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بل بقي قويا وزاد من قراراته بالنسبة الى الفائدة بين المصارف والفائدة على الليرة اللبنانية وعلى الدولار.

وبهذه العملية باع 5 مليارات دولار واجبر الذين اشتروا دولارات على إعادة شراء الليرة اللبنانية بقيمة 7 مليارات دولار، وعندما اصر المستثمرون والمستفيدون على طلب اجتماع منه أبقاهم يومين دون موعد، وعندما اجتمع اليهم كان الاجتماع لمدة 5 دقائق ليقول حاكم مصرف لبنان رياض سلامة عيب عليكم ان تنتظروا ان يستشهد الرئيس رفيق الحريري لتستفيدوا ببضع عشرات من ملايين الدولارات في ازمة كبرى تضرب لبنان، وتضرب عملته الوطنية واقتصاده، وانهى الاجتماع وعاد الى مكتبه.

وفي تموز 2006 يا فخامة الرئيس العماد ميشال عون، جرت الحرب والعدوان الإسرائيلي على لبنان والحصار البحري والجوي والبري، وانهالت الغارات الجوية الإسرائيلية على لبنان بالمئات، ومجددا جرى الضغط على الليرة، وتم بيع مئات من الليرة اللبنانية وشراء مليارات من الدولارات، لكن هذه المرة كان من استثمر في استشهاد الرئيس رفيق الحريري قد تعلم كم خسر لاحقا من أموال، فلم تحصل عمليات كبرى لشراء الدولار وبيع الليرة اللبنانية بل عرفوا ان هنالك ضامنا لليرة اللبنانية وللاقتصاد الوطني، هو حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. واقتصرت العملية على شراء 3 مليارات دولار ثم بيعها وبيع ملياري دولار فوقه، ليكون مصرف لبنان الضمانة الوطنية بشخص حاكمه رياض سلامة.

ثم حصلت الاغتيالات، ثم حصلت 7 ايار، وحصل انشقاق وحصل فراغ رئاسي كبير، لمرتين، وتم التمديد لمجلس النواب وحصل فراغ حكومي، وحصلت ازمة حكومية، وانهارت حكومة الرئيس سعد الحريري، ومع ذلك كان دائما الضمانة رياض سلامة في هندسته المالية وسياسته التي أبقت على العملة الوطنية ومكنت الاقتصاد الوطني من الوقوف على رجليه، قويا متينا، في حين ان العملة التركية انهارت والعملة اليونانية انهارت مع الاقتصاد وان إيطاليا واسبانيا تستدينان من المانيا وفرنسا، وان بريطانيا خرجت من السوق الأوروبية المشتركة، وعملتها انهارت وان اليورو الأوروبي انهار امام الدولار، ومع ذلك لم تنهر الليرة اللبنانية وبقيت قوية وكل ذلك بفضل ضمانة شخصية وهندسة وعقل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

فخامة الرئيس ميشال عون، أتوجه اليك كضابط خدم معك وصدق دائما معك وقال لك الحق، مع انني ذهبت ضحية الاستقالة من الجيش، من فؤاد الأشقر، الذي كان امين سر المجلس العسكري، وباعك مع الشاغوري وجاء يعرض عليك مليار دولار لتنسحب للوزير سليمان فرنجية، وكنت تصدقه، وانا استقلت من الجيش دون تعويض، ودون شيء وغير نادم لانني كنت الصادق والأيام بيّنت الحقيقة، لانني انا اليوم معك في عهدك للإصلاح والتغيير وضرب الفساد حتى النهاية يا فخامة الرئيس، واؤمن بك انك الامل لتغيير الواقع في لبنان، ولانني محبّ وقلبي طيب، فلم احقد عليك، كما انك لم تحقد عليّ رغم كتاباتي ضدك.

لذلك يا فخامة الرئيس، من قلب وعقل وعلم، ارجوك، اياك يا فخامة الرئيس عدم التجديد لحاكم مصرف لبنان، لانني أرى في الأفق غيوما سوداء على الليرة اللبنانية وعلى النقد الوطني وعلى القطاع المصرفي وعلى القطاع الاقتصادي وعلى قطاع الشركات كلها، وبخاصة على الاقتصاد اللبناني كله، وانت في مستهل عهدك تحتاج الى استقرار وتحتاج الى رجل ذي خبرة كبيرة مثل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

فوالله اصدقك الكلام، وأقول ان هنالك من يقول لك يجب عدم التمديد لرياض سلامة، ووالله من القلب والعقل والتجارب أقول لك ارجوك ان لا تفعل ذلك وان تقوم بالتمديد لرياض سلامة، ليس كشخص فهو قادر على الحياة وعلى استقرار نفسه مع عائلته، وعلى العمل وهنالك مئات المستثمرين الذين يثقون به وهم يستعدون لدعمه في أي شركة مالية يقيمها ان هو ترك مصرف لبنان، لكن ليس من اجل سلامة وإنما من اجل العملة الوطنية ومن اجل الاقتصاد اللبناني يجب التمديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وكلما تعرفت إليه ستتأكد يا فخامة الرئيس ميشال عون انه الرجل المناسب في المكان المناسب لان التجارب اثبتت ذلك خلال اكثر من 20 سنة. هل تصدق يا فخامة الرئيس ان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة اعطى الرئيس سعد الحريري 575 مليون دولار وكيف يحصل ذلك، ولبنان غير قادر على جلب 10 ملايين دولار للنازحين السوريين في لبنان، وكيف يحصل ان رياض سلامة اهدى المصارف مليارات فيما هو قام بهندسة مالية لجمع مليارات الدولارات من اجل الحفاظ على الليرة اللبنانية في وقت ينهار ميزان المدفوعات وتدفق الودائع الى لبنان. وكله بسبب الخلافات السياسية التي يدفع ثمنها مصرف لبنان وحاكمه رياض سلامة.

على كل حال، الشعب اللبناني يريد رياض سلامة ان يبقى حاكما لمصرف لبنان، وكل الهجوم على شخصه لا يستهدفه هو بل يستهدف الليرة اللبنانية لإسقاطها لاحقاً، ووقوع لبنان في ازمة مالية واقتصادية تضرب العهد وتجعل فخامة الرئيس العماد ميشال عون محاصرا من كل الجهات، سواء قانون الانتخابات، ام القضاء على الفساد، ام القيام بالإصلاح، ام إزاحة رياض سلامة ليتم ضرب الاستقرار الاقتصادي والنقدي والمالي في البلاد.

ليتك تتحدث يا رياض سلامة مع حفظ الألقاب عما عانيته وفعلته وكيف انقذت اقتصاد لبنان وسط كل التجارب والازمات والحروب، لكنك الصامت الأكبر لا تتحدث، مثل الجيش يدفع دماء ولا يتكلم، وانت تدفع تعبا وسهرا ويقظة وعلماً وتجربة وصموداً ولا تتكلم عن نفسك. لكن كل الحملات لا تؤثر في سمعتك، في معنوياتك، في انجازاتك، والامل الكبير هو في شخص فخامة الرئيس العماد ميشال عون، الذي يرأس هذه الجمهورية العظيمة في لبنان، ولن يقبل أن يضع الشعب اللبناني في موقع التجارب على صعيد السياسة المالية والنقدية والاقتصادية والمصرفية والتجارية والزراعية والصناعية لأننا نثق بحكمة الرئيس العماد ميشال عون، ونؤمن انه شخص استراتيجي يعرف كيف يأخذ القرار اللازم.